فلسطينيات >داخل فلسطين
المقدسية أم علاء نبابتة.. "لن أسمح لهم بجرف قبر ابني لو على جثتي"
المقدسية أم علاء نبابتة.. "لن أسمح لهم بجرف قبر ابني لو على جثتي" ‎الاثنين 25 10 2021 19:19
المقدسية أم علاء نبابتة.. "لن أسمح لهم بجرف قبر ابني لو على جثتي"

جنوبيات

في مشهد لافت بثته معظم مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت سيدة مقدسية وهي تحتضن قبر ابنها في المقبرة اليوسفية قرب باب الأسباط شرق البلدة القديمة من القدس المحتلة، بالتزامن مع قيام الاحتلال بأعمال حفريات وتجريف للقبور هناك لإقامة مشاريع تهويدية.

وألقت الخمسينية علا نبابتة بجسدها على قبر فلذة كبدها لدى محاولة جرافات الاحتلال وضع التراب عليه في إطار عمليات حفريات تخريبية يجريها الاحتلال بالمكان.

الأم المكلومة رفضت الانصياع لطلبات جنود الاحتلال وواصلت احتضان قبر ابنها علاء الذي توفي قبل 4 سنوات وهو في سن الثلاثين من عمره، الى أن اجبرها جنود "حرس الحدود" بالقوة وعبر الاعتداء عليها على اخلاء المكان.

"نحن ندفن أحبابنا في مقبرتي باب الرحمة واليوسفية الملاصقتين للسور الشرقي للمسجد الأقصى منذ مئات السنين، فأجدادي مدفونون في مقبرة اليوسفية وسندافع عن قبور أحبابنا مهما كلفنا الأمر، ولن أسمح لهم بتجريف قبر ابني حتى على جثتي" قالت الأم نبابته.

وأضافت "يواصل الاحتلال استهداف المقدسيين، فنحن لاجئون من مدينة الرملة، ذهبنا لمدينة القدس عام 1948 وسكنا هناك حتى عام 1967 حيث تم طردنا من حارة الشرف وهدم منازلنا لبناء كنيس يهودي قرب حائط البراق، فانتهى بنا الأمر في مخيم شعفاط شمال المدينة".

وتتابع: "حضر جنود الاحتلال إلي حيث أتواجد بشكل يومي عند قبر ابني لحمايته من عمليات التجريف التي بدأت مطلع الشهر الجاري، ورغم أن روحه صعدت إلى السماء إلى أن رفاته موجودة بالقبر، والقيام بتجريفه أمر مؤلم ومخالف للكل التعاليم الدينية".

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قسم المقبرة إلى قسمين، حيث وضعت حواجز حديدية تفصل القسم الذي يضم قبور المقدسيين عن القسم المستهدف الذي يضم رفاة الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين سقطوا دفاعا عن القدس وتبلغ مساحته قرابة 4 دونمات.

وتطال حفريات الاحتلال بعض القبور، وقام مقدسيون بإعادة دفن الرفاة التي اخرجت من بطن القبور بفعل عمليات التجريف.

ورفضت محكمة الصلح في القدس التابعة للاحتلال، قبل يومين، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالمدينة، وقف تجريف بلدية الاحتلال وما تسمى سلطة حماية الطبيعة، لمقبرة اليوسفيّة في المدينة.

وكانت هذه الطواقم قد حطّمت قبورا وشواهد فيها، وحفرت بعضها حتى ظهرت رفات الشهداء، ما أدى إلى غضب في الشارع المقدسي بسبب انتهاك حرمة المقابر.

وتتعرض المقبرة اليوسفية إلى هجمة إسرائيلية ممنهجة ومستمرة، وعمليات حفر وتجريف، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، وذلك تمهيدا لإقامة "حديقة توراتية".

وتعد المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة، وتقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 مترا.

وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة، وقامت خلال السنوات الماضية بتغيير المعالم المحيطة بها من خلال أعمال ادّعت بأنها "عمليات ترميم".

 

المصدر : وفا