يعوّل فريقٌ كبيرٌ من متابعي المشهدية السياسيّة في لبنان، على الحوار الأخير القائم بين حزب الله والتّيار الوطنيّ الحرّ، حيثُ انه بلغ الذّروة في الأسابيع الأخيرة، فالوزير جبران باسيل يجدُ نفسهُ ميّالًا أكثرَ لزغرتا منهُ إلى اليرزة، في ظلّ الكلام عن اسمين لا ثالثَ لهما يطفوان على سطح المشهد الرّئاسي، ومن هنا ومع وجود مناخ اقليميّ ودوليّ غير رافض ان لم نقلْ أنّهُ حاضنٌ، ثمة مستجدّات كبيرة قد تكسر الجماد القائم في شهرِ أيلول.

التّنقيب ومتابعة الإدارة الاميركية واهتمام الجانب الإيراني بلبنان، كلّها عواملٌ تقفُ في صدارة المناخ المناسب للانتخاب، عطفًا عن قناعة معظم القوى المركزية في البلاد أن المماطلة أكثر في هذا الملفّ، قد تفجّر لبنان الكيان برمّته، فأزمة النّزوح ومستجدات المخيّمات الفلسطينية، والدخول الى شتاءٍ ساخنٍ لبنانيًّا، كلّها تتطلبُ قراءة منطقيةً وواقعيةً لما يمكن أن تشهدُهُ البلاد، لذا فانتخاب الرّئيس قد يكون بوابةً للدخول إلى صالون التّسويات والحلول ومعالجة الملفّات المتفجّرة.

العدُّ العكسيّ بدأ لانتخاب رئيس للجمهورية، هكذا يؤكدُ مصدر سياسيُّ بقاعيٌّ حديثهُ "لجنوبيات"، حيث أن التمديد لقائد الجيش بات ضرورة حتميّةً، والأولويّةُ اليوم ستكون في دفتر أولويّات الرّئيس الشّمالي الهوى والحضور، هي ملفّ النّازحين الذي بات علاجهُ أولويّة الأولويّات.فهل يكون أيلولٌ مبلولًا بالرّئاسة ام أن حلقات المسلسل الطّويل ستكتمل على وقع مشهد آخر أشدُّ ضراوةً؟