نظمت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد يوم الثلاثاء الموافق ١٤ تشرين ثاني/نوفمبر، وقفة أمام مقر بلدية مدينة هيلسنجبورج في  السويد، وقد تمّ تسليم عريضة تطالب بوقف الحرب على غزة لرئيس البلدية، كما تمّ تسليم نسخة أخرى عن العريضة للصليب الأحمر.

هذا وقد نصت العريضة على ما يلي: 
 
مع مرور  تسعة وثلاثون يوماً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتفاقم المأساة والكارثة الإنسانية في القطاع وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. إنّ الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد تدين بأشد العبارات الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية، وتحولت إلى منح إسرائيل تصريح لفعل ما تشاء بالانتقام الوحشي من المدنيين الفلسطينين، الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك مع ضمانات أميركية وأوروبية بعدم تعرضها للمحاسبة وفق القانون الدولي الإنساني. 
 
لهذا تعمد الحكومة الإسرائيلية بشن حرب إبادة جماعية، إضافة إلى التطهير العرقي، والتهجير القسري، وتشديد الحصار، وفرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة، وصولاً لمطالبة وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو وعدد من النواب، بإفناء سكان قطاع غزة من خلال ضربهم بالأسلحة النووية، وما يعنيه هذا من الإقرار العلني بامتلاك إسرائيل للأسلحة النووية وعدم الاكتراث لأيّ عواقب.

1- منذ  7 أكتوبر 2023، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجازر راح ضحيتها حوالي 12000 شهيد، نصفهم من الأطفال، أيّ ما يعادل قتل طفل كل 7 دقائق، وجرح طفل آخر كل 10 دقائق، إضافة إلى قتل أكثر من 3000 إمرأة، أيّ ما يزيد عن 70% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، كما تم جرح ما يزيد عن  32000 مواطن، وهناك حوالي 3000 شخص مفقود. 
 
أما في الضفة الغربية، فقد قامت قوات الاحتلال والمستوطنين المسلحين بقتل حوالي 200 مواطن، وجرح  أكثر من 2500 واعتقال آلاف الفلسطينيين.

وفي سياق القصف والتدمير المتعمد، أُخرِجَ من الخدمة أغلبية المستشفيات والمراكز الصحية. في حين أنّ هناك أطفال معاقين ومرضى بأمراض مزمنة وخطيرة وعرضة للموت في كل لحظة، وذلك لعدم وجود الإمكانيات والمستلزمات الطبية. 

كما تم نقل الأطفال المواليد الجُدُد من حاضنات الأطفال إلى غرفة عادية وذلك لانقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يؤدي إلى وفاة أغلبهم. 

هذا إضافة لقتل المئات  من الكوادر الطبية والصحافيين وموظفي الأونروا وعائلاتهم. 

إنّ قوات الاحتلال تتعمد إرتكاب المجازر الوحشية من خلال قصف المستشفيات ومراكز وأماكن إيواء المدنيين ومنازلهم، وكذلك المساجد والكنائس والمدارس.

2-* في جريمة مكتملة  للتطهير العرقي، تم إجبار 1600000 مواطن على النزوح بسبب تدمير واسع للمنازل وإجبار سكان شمال القطاع ومدينة غزة على الهجرة إلى جنوب القطاع بهدف التهجير.

3- فرض العقوبات الجماعية على سكان القطاع بحرمان 2300000 مواطن من الكهرباء والمياه والوقود والمستلزمات الطبية والغذاء والاتصالات وكل وسائل الحياة.

أما ما تم إدخالهمن مساعدات الى القطاع، فهو لا يفي بما يحتاجه القطاع والذي لا يقل عن 500 شاحنة يومياً من مختلف الاحتياجات.

4- أمام ما تقدم، تنظر الحملة الأكاديمية الدولية باستياء، وخيبة أمل شديدة من امتناع الحكومة السويدية عن التصويت على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الداعي لوقف إطلاق نارٍ فوري وشامل ومستدام للحرب على قطاع غزة.

5- كما نرفض الرواية التي يُروّج لها العديد من السياسيين وبعض وسائل الإعلام السويدية، والتي تضفي الشرعية على حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذا المجال، يجدر التنويه للموقف الجريء والشجاع للسيد غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بأنّ المشكلة لم تبدأ منذ 7 أكتوبر، بل منذ 56 عاماً من الاحتلال والاستيطان والتدمير والقتل والتهجير والاعتقال وانسداد الأفق السياسي.
 بل ومنذ 75 عاماً من النكبة. 

واستناداً  لما تقدّم، نطالب الحكومة والأحزاب السويدية بما يلي: 

1- تعديل الموقف الرسمي بالدعوة إلى وقف إطلاق النار فوراً وبشكل دائم أسوة ببعض الدول الأوروبية.

2- العمل على فك الحصار وتزويد سكان قطاع غزة بالغذاء والدواء والكهرباء والمياه والوقود والخدمات الإنسانية اللازمة.

3- السعي للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إخلاء سبيل المحتجزين والأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. 

4- شجب التهجير القسري لسكان القطاع والذي يهدف الى تصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته. 

5- العمل على البدء الفوري بإعادة إعمار قطاع غزة وإنشاء صندوق دولي لذلك. 

6- الضغط لوقف الأنشطة الاستيطانية وتهويد القدس. 

7- كما نطالب بتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين الى محكمة الجنايات الدولية.

8- العمل على التوصل الى حل شامل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال، ويحقّق حق تقرير المصير، واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.

*لن ننسى مَنْ يقف إلى جانب وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة.