بأقلامهم >بأقلامهم
إطار وحي باب
الأحد 17 03 2024 22:22
كامل جابر
جنوبيات
سأل الباب الخشبيّ إطاره المقصّب من حجر مطواع:
- أتضيرك هذه الأغصان الجرداء متدليّة بلا روح في فضائنا؟
ردّ الإطار المزّيّن بنحوت زهريّة موروثة من زمن السعادة والإلهام: لا تضيرني، بل دع الفروع المستسلمة لقدر الشتاء والمطر والريح، ترتاح كي يسري النسغ في أنساجها، فغداً تستعيد حيويّتها ونشاطها، وقد أضحى الربيع على الأبواب والأعتاب.
وتابع الإطار المولود قبل الباب، يذكّر صديقه:
- أنسيت يا باب أنّ جارتنا النبتة المعرّشة لا تغادر طقوسها مذ أن شبّت وتسلّقت جدراننا العتيقة؟
- ألا تذكر يا باب كيف تزهينا باخضرارها وتضفي علينا حيويتها مجمل أيّام السنة، ثم تتفتّح أزهارها فوق أكتافنا وتداعب النسيم والهواء، وتخطف لهفة عيون أبناء البشر؟
- ألا تذكر يا باب كيف أن النبتة جارتنا، وقد غدت رفيقتنا، تقينا في لهيب آب وحرّ تموز وجفاف الصيف، وكذلك من سطوة خيوط الشمس الحارقة؟
قال أسلافنا يا بابي الجميل، وقد اختبروا الحياة، حلوها ومرّها: لا تغرّنّك المواسم والمنابر، ولا تتخلّ وأنت تخامر مجدك، عن صديق اختبرته في الضيق وفي الرخاء، وكان دائماً أقرب إليك من أنفاسك!
لا أحد يا رفيقي يدرك قدره، فربّ غد محرق يزيل عنك هالتك.