بأقلامهم >بأقلامهم
"القلب النّقيّ"!
جنوبيات
يقول أحد الصّالحين مخاطبًا مريديه:
"في النّفس حاجات دواؤها الحديث مع الله، وفي القلب وحشة أمانها اليقين بالله. فما نحتاجه هيّن ولا يُـنقِص شيئًا من ملك الله. نثق بلطف اختياره، وجميل تدبيره، إن شاء أعطى بكرمه، وإن شاء منع بحكمته وهو على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير".
لا يمكن "للقلب النّقيّ" أن يتغيّر. ولا يمكن للنّوايا الصّافية أن تُلوَّث حتّى لو حاول الجميع تشويهها. فالنّقاء ينتصر دائمًا.
حين يعتاد القلبُ نثرَ بذور الحبّ لمن حوله، سيظلّ نابعًا بالخير دومًا.
فكثير من النّاس وجودهم حولنا كالشّذى فوق الرّبيع، وكالنّدى فوق أوراق الشّجر، وكالبهجة حين يعكسها ضوء القمر، وكالشّمس السّاطعة تغزل بنورها خيوط المحبّة.
هذا ومن فضل الله على عباده أن يجعل ابتسامتهم لا تغيب، وصبرهم لا ينفد، وأن تبقى أرواحهم متعلّقة بأنوار قدسه، وأن تبقى ألسنتهم لاهجة بحمده، وقلوبهم لا تنقطع عن ذكره.
فبذكر الله تطمئنّ القلوب، وتنال المطلوب من علّام الغيوب.
وعليه، ومن منطلق القناعة والرضا بتقادير الله وألطافه نقول بطمأنينة القلوب ووعي العقول:
أجمل ما في البشارات أنّها تسرّ الأرواح وتيسّر الأمور.
وأجمل ما في الأحزان أنّها ستزول حتمًا بحول الله وقوّته.
وأجمل ما في اليأس أنّه ينحني أمام الصبر دومًا.
وأجمل ما في الرّجاء أنّه لا ينقطع ما دام هناك السميع المجيب.
اللهمّ إنّا نسألك خشيتك في الغيب، وكلمة الحقّ في الرّضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى. ونسألك نعيمًا لا ينفد، وقرّة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد العناء، ولذّة النظر إلى وجهك الكريم، والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاء ولا مضرّة، ولا فتنة مضلّة.
اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين يا ربّ العالمين.
آمين.