في موقف يعكس استحالة التوافق الرئاسي الحالي، أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقفًا حاسمًا يُعد بمثابة نعي لترشيح العماد جوزاف عون، مشترطًا تغييرًا جذريًا وواضحًا من قبل فريق الممانعة يتمثل بإعلان رسمي لدعم ترشيحه. وجاء في بيان صادر عن جعجع:

"إن لم تستحِ، فقل ما شئت. اعتقدنا في وقت سابق أن جماعة الممانعة، بعد كل ما ألحقوه بلبنان من دمار بشراً وحجراً، قد باتوا أكثر عقلانية وأقل كذباً. إلا أن الواقع أثبت أنهم ما زالوا عند نفس النقطة، من حيث السلوكيات والمواقف، كما كانوا قبل الأحداث الأخيرة وما تسببت به من كوارث وويلات.

الجميع يعلم، منذ سنوات، أن جماعة الممانعة ترفض رفضاً قاطعاً انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية. هذا الموقف كان واضحاً في التسريبات الصحافية، وفي الاجتماعات السياسية المغلقة، وكذلك في نقاشاتهم مع الموفدين الدوليين. في المقابل، كانت القوات اللبنانية دائماً على علاقة طيبة بالعماد عون، واعتبرته مرشحاً جدياً منذ اللحظة الأولى لطرح اسمه، ولم تضع أي عقبات أمام ترشيحه.

خلال الأسابيع الأخيرة، أصبح واضحاً أن فريق الممانعة بالتنسيق مع التيار الوطني الحر يعمل على منع انتخاب العماد جوزاف عون عبر تشكيل ثلث معطل يعيق ترشيحه. بدلاً من إعلان موقف واضح وصريح برفض ترشيحه، اختاروا توجيه اتهامات باطلة إلى القوات اللبنانية وتحميلها مسؤولية ما يعوق هذا الترشيح.

إن فريق الممانعة يواصل سياسته القائمة على التضليل والكذب. ومع ذلك، إذا غيّر هذا الفريق موقفه علناً وبوضوح، وأعلن رسمياً دعمه لترشيح العماد جوزف عون، فإن القوات اللبنانية على استعداد للنظر بجدية في هذا الخيار".