بأقلامهم >بأقلامهم
هل تقترب "حماس" و"إسرائيل" من توقيع صفقة إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار؟
جنبويات
في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها قطاع غزة، تلوح في الأفق تقارير تتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب بين حركة حماس وإسرائيل، يتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن وتوقيع هدنة مؤقتة. هذه التطورات تأتي وسط ظروف إنسانية صعبة وتوترات سياسية وعسكرية متصاعدة، مما يجعل السؤال عن مصير هذه المفاوضات وتأثيراتها المستقبلية على حركة حماس والقطاع بأكمله بالغ الأهمية.
المفاوضات الجارية: هل نحن فعلا أمام اتفاق قريب؟
تشير المصادر المختلفة إلى أن المفاوضات بين حماس وإسرائيل، بوساطة أطراف إقليمية ودولية، قطر، مصر، أميركا وتركيا، أحرزت تقدمًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة. يبدو أن الصفقة المحتملة تشمل إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس مقابل الإفراج عن عدد من أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلى جانب ترتيبات لوقف إطلاق النار المؤقت، لمدة اسابيع.
ومع ذلك، فإن العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال قائمة، وتشمل:
1. شروط متبادلة متشددة: تسعى إسرائيل لضمانات أمنية تحول دون استئناف العمليات العسكرية من قبل حماس بعد انتهاء الهدنة، في حين تطالب حماس بضمانات دولية لتنفيذ الاتفاقات المبرمة.
2. ضغوط سياسية: تواجه كل من حماس والحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية من أطراف تعارض تقديم تنازلات قد يُنظر إليها على أنها ضعف.
3. الوضع الميداني: استمرار القصف والتصعيد العسكري يجعل من الصعب بناء الثقة بين الجانبين، مما يؤثر على نجاح المفاوضات.
مصير حركة حماس بعد انتهاء الحرب:
في حال التوصل إلى هدنة أو إنهاء الحرب، سيكون مصير حركة حماس موضع تساؤل كبير، حيث يتوقف الأمر على عدة عوامل:
1. النظام السياسي في غزة: إذا خرجت حماس من الحرب معززة بشعبية داخلية ودعم إقليمي، فقد تحتفظ بسيطرتها على قطاع غزة، مع احتمالية سعيها لتعزيز نفوذها السياسي في الساحة الفلسطينية الأوسع.
2. التحديات الدولية: قد تواجه حماس ضغوطًا دولية جديدة تهدف إلى تقليص قدراتها العسكرية ونفوذها السياسي، بما في ذلك شروط قد تُفرض على إعادة الإعمار والمساعدات الدولية.
3. الوضع الإنساني: النجاح في تحسين الوضع الإنساني في غزة سيكون عاملاً حاسمًا في تحديد مستقبل الحركة. أي فشل في تحقيق تحسن ملموس قد يؤدي إلى فقدانها الدعم الشعبي.
التداعيات الإقليمية والدولية:
التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل قد يغير ديناميكيات الصراع في المنطقة. فمن جهة، قد يسهم ذلك في تخفيف حدة التوتر وفتح الباب أمام جهود إعادة الإعمار. ومن جهة أخرى، قد تواجه الأطراف الإقليمية تحديات جديدة في التعامل مع تداعيات الاتفاق، خاصة إذا لم يشمل حلًا سياسيًا شاملًا للقضية الفلسطينية.
ختاما: بينما تبدو المفاوضات بين حماس وإسرائيل على مشارف تحقيق تقدم ملموس، لا تزال النتائج النهائية غير واضحة. نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الأطراف على تجاوز العقبات الحالية، وتحقيق توازن بين المتطلبات الأمنية والإنسانية. مصير حركة حماس بعد الحرب سيعتمد إلى حد كبير على مدى نجاحها في إدارة نتائج الصراع وتأثيراتها على السكان في غزة.