انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر يظهر الشاب مهدي خليفة، أحد عناصر حزب الله، وهو يستعيد بصره بعد أربعة أشهر من فقدانه نتيجة إصابته خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وترافق ذلك مع فرحة عمت عائلته.

وبخلاف ما تداولته وسائل التواصل بأن مهدي أصيب في حادثة انفجار "البيجر" التي هزّت لبنان في 17 أيلول 2024، كشفت المعلومات أن الشاب، الذي ينحدر من بلدة الغازية، لم يكن ضحية "البيجر"، بل أصيب أثناء معركة مباشرة مع العدو الإسرائيلي في إحدى القرى المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.

وفق المعلومات، بدأت قصة إصابة مهدي عندما استهدفته طائرة إسرائيلية خلال مواجهات عنيفة، حيث أصيب في صدره بعد أن اخترقت زجاجة كبيرة جسده. ورغم خطورة إصابته، خضع لعلاج سريع، لكن شغفه بالمقاومة وإصراره على القتال دفعاه إلى رفض العودة إلى بيروت لاستكمال علاجه، مصممًا على البقاء في ساحة المواجهة إلى جانب رفاقه.

لكن القدر كان له رأي آخر، فبعد عودته إلى أرض المعركة، رصدته المسيرات الإسرائيلية مجددًا، مستهدفة إياه بغارة ثانية أسقطته أرضًا، وهذه المرة بجروح بليغة، حيث استفاق ليجد نفسه في العناية المركزة بعد سبعة عشر يومًا من إصابته، وجسده يحمل حروقًا وآثارًا واضحة للشظايا التي اخترقت جسده، فيما أدت الغارة إلى فقدانه البصر كليًا.

وعندها، دخل مهدي في رحلة علاج طويلة، تخللتها آمال ضئيلة في استعادة بصره، إلى أن أظهر تقرير طبي منذ حوالي شهر احتمال تحسن حالته، مع فرصة ذهبية لاستعادة البصر في إحدى عينيه. 

واليوم، تحققت المعجزة، واستعاد مهدي بصره وإن في عين واحدة، مما أشاع جوًا من الفرح في أوساط العائلة والمحبين، وحتى بين من تابع الفيديو الذي وثّق لحظة استعادة بصره.

مهدي خليفة، الذي كاد أن يفقد كل شيء، لم يفقد إرادته، واليوم يعيد فتح عينه على الحياة من جديد، في لحظة تختصر معنى الصبر والصمود والتحدي.