لبنانيات >أخبار لبنانية
المطر بقاعاً... حين تستفيد التربة وتتضرر الأشجار المثمرة
المطر بقاعاً... حين تستفيد التربة وتتضرر الأشجار المثمرة ‎الخميس 10 05 2018 07:45
المطر بقاعاً... حين تستفيد التربة وتتضرر الأشجار المثمرة


أتى مطر أمس على قسم كبير من زهر شجر الزيتون في الكروم الموزعة عشوائياً في بلدات البقاع الغربي وخصوصاً جب جنين وبعلول ولالا والقرعون. فمطر أيار غير المتوقع قبل «عقد» الزيتون ما يكسبه مناعة في وجه المطر والرياح، فاجأ المزارعين بغزارته حيناً وحبات البرد الصادم للزهر أحياناً، الأمر الذي خلف أضراراً كثيرة لم تصب شجرة الزيتون مثلاً في مناطق الساحل أو تلك الواقعة في مناطق أكثر دفئاً حيث «العقد» اكتمل بنسبه ثمانين في المائة وبخاصة في الجنوب.

ولم تقتصر الأضرار على شجرة الزيتون، بل أصابت في مكان ما، أصنافاً أخرى من الأشجار المثمرة في صغبين وعيتنيت وعين زبدة وباب مارع وخربة قنافار وغيرها، وذلك بسبب عدم قدرة ثمارها الحديثة على مقاومة الرياح وحبات البرد. وتوزعت النتائج السلبية على بساتين التفاح والكرز والجنارك والدراق والأجاص، ما يعني أننا في بداية موسم تلقى أول نكسة ستترك آثارها على نوعية وكمية الانتاج، وعلى مئات العائلات التي تعتاش من هذه الزراعة.

ورغم تلك المساوئ، فان مطر أمس وما سبقه خلال الأسبوع الماضي، رفع كمية المتساقطات الى 800 ملليمتر بقاعاً بحسب مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، منها ثلاثون ملليمتراً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في البقاع واستقر المعدل السنوي العام على 760 ملليمتراً، وهي كمية معقولة إذا ما قيست بمتساقطات العام الماضي للفترة عينها من السنة والتي لم تتجاوز 750 ملليمتراً.

ويبدو بحسب توقعات الأرصاد الجوية استمرار الطقس على هذا المنوال بين ماطر ومستقر مصحوباً بعواصف رعدية قوية في البقاع حتى نهاية الأسبوع، ما يعني هطل كميات إضافية مفيدة للتربة والمياه الجوفية، وللحقول المزروعة بالحبوب. وفي هذا الإطار نصحت المصلحة المزارعين عدم ري الحقول في هذه الفترة بسبب الكميات الوافية التي هطلت وبسبب توقعات هطل كميات إضافية في الأيام الآتية.

وفي مجال متصل، «حافظ» نهر الليطاني وبحيرة القرعون وغيرهما من المسطحات المائية ومجاري الأنهر على واقع الجفاف المُسيطر منذ سنة تقريباً، واستقر واقع مجاريها على سواقٍ مليئة بمخلفات مياه الصرف الصحي، وتنامي غابات القصب وسط المجرى، فيما مستوى البحيرة إلى مزيد من الانحسار.

ويرد أحد الخبراء سبب عدم تأثر مجاري الأنهر بالمتساقطات الأخيرة إيجاباً إلى استقرار الطقس لفترات طويلة، ما يؤدي ‘لى جفاف التربة، يليه مطر متواضع لا يكاد يكفي لإشباع التربة التي أصيبت بالجفاف. وهكذا فإن المشكلة مقيمة، وينتظرنا صيف قاسٍ مناخياً إلا إذا جادت الطبيعة خلال الشهر الجاري بكميات من المياه غير متوقعة.

المصدر : المستقبل