عام >عام
بري كرمت في سحور أحد ذوي الاحتياجات الخاصة ومنحت أولاده منحتين: إنجازات الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين لم تكن لتتحقق لولا البذل والعطاء
الجمعة 1 06 2018 10:43جنوبيات
رعى الرئيس نبيه بري ممثلاً بعقيلته رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين السيدة رنده عاصي بري سحورا رمضانيا تراثيا في Arena Seaside - وسط بيروت، الذي هدف الى دعم وتطوير مشاريع الجمعية التنموية والتأهيلية.
وحضر الحفل إلى بري، وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق ممثلا رئيس الحكومة سعد والوزراء: علي حسن خليل، غازي زعيتر، عناية عز الدين، النواب: علي بزي، هاني قبيسي، طوني فرنجية، فادي علامة، ميشال موسى، ياسين جابر، قاسم هاشم، الياس بو صعب، فايز غصن، طارق المرعبي، سيزار المعلوف، نزيه نجم وفيصل الصايغ، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب الصحافة عوني الكعكي، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، محافظ بعلبك بشير خضر، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، حشد من السلك الديبلوماسي وحشد من الفاعليات الاجتماعية والثقافية والاعلامية والتربوية والعسكرية والهيئات الأهلية والخيرية، وأصدقاء الجمعية.
بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن خدمات الجمعية التي تقدم في مراكزها لا سيما في مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين في الصرفند، تلاه تكريم ليحيى البهي من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تغلب على إعاقته ومرض السرطان في آن واحد.
بري
ثم كانت كلمة لرئيسة الجمعية شكرت فيها الحضور على تلبيتهم دعوة الجمعية وأثنت على مساندتهم ودعمهم لها في كافة المجالات، وقالت: "بداية أطلب منكم الترحيب معي بيحيى البهي هذه الشخصية الفريدة التي تتحلى بالإرادة وحب الحياة والإعتماد على النفس، بالرغم من كونه شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة (شلل رباعي بسسب إصابة بالعمود الفقري)، لم يستسلم وأصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة في بيروت، يعرفه الكثير منا ومن رواد المقاهي والطلاب في منطقة عين المريسة وكورنيشها البحري.
وبقوة المحبة وبوردة وابتسامة جميلة، أبى أن يتسول، فوجد لنفسه مهنة بيع الزهور التي ومن خلالها بنى أسرته المكونة من أربعة أولاد يتابعون دراستهم. إلا أن الحياة عاندته مجددا، فأصيب بسرطان الدم العام الفائت، وبدعم من محبيه ومن الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين تابع علاجه في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، متسلحا بكمية الحب والصلوات التي غمره بها كل من عرفه. واليوم نحن نكرم تلك الإرادة والمحبة والبسمة التي يحملها يحيى في قلبه، بعد أن تغلب على مرض السرطان، ليكمل رحلته بتحدي الإعاقة وتحويلها الى طاقة. ونحن في الجمعية سنكون الى جانبه في رحلة استكمال علاجه وتأمين الدعم المناسب له. كما ستقدم الجمعية منحتين تعليميتين لأولاده حتى استكمال مراحلهم الدراسية".
أضافت: "إسمحوا لي بداية، أن أنقل إليكم في هذه الليلة المباركة المحروسة بعبق الرحمن والإيمان، تحيات دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، الداعم والحاضن الأول للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين منذ تأسيسها قبل أربعة وثلاثين عاما، ومني شخصيا ألف تحية إعتزاز وتقدير لشركائنا في العطاء الذين أدركوا باكرا البعد الحقيقي للصوم، فعكسوا المفاهيم والقيم الأصيلة لهذا الشهر، قيم المحبة والإيمان بعيدا عن الأنانيات والغرائز، والذين بفضل أياديهم البيضاء الممدودة دائما بالخير والعطاء لذوي الإحتياجات الخاصة، لم يعد البعض من أبناء هذا الوطن حروفا مبعثرة في كتاب الحياة، والذين بفضلهم أيضا لم يعد حلم تحويل الإعاقة الى طاقة يختبىء خلف الظلام. فلهم ولكم جميعا أطيب التمنيات بحلول شهر الرحمة والتوبة والمغفرة شهر رمضان المبارك، سائلين العلي القدير أن يتقبل فيه أعمالكم بأحسن قبول، ويعيده عليكم وعلى سائر اللبنانيين بالصحة والعافية ودوام التقدم والإزدهار والأمن والأمان".
وتابعت بري: "ولأننا في الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، إداريين، وموظفين ومتطوعين، آلينا على أنفسنا منذ البدايات أن لا نستوحش أبدا في طريق الخير مهما واجهنا من صعوبات، متكلين على الله أولا، ومؤمنين بدعمكم وشراكتكم ثانيا، التي تدفعنا الى المزيد من العمل والجهد للإستمرار في رحلة تحقيق الحلم بتحويل الإعاقة الى طاقة.
وإنطلاقا من هذه الشراكة المتميزة، نضع بين أيديكم كل التفاصيل والخطوات التي قطعتها الجمعية على مستوى عملها وتقديماتها والإنجازات التي حققتها في العام الفائت والحالي، والمشاريع المنوي تنفيذها.
فالجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين تؤمن خدمات تأهيلية متكاملة للمعوقين من ضمنها: التشخيص والعلاج، التأهيل الجسدي، التأهيل النفسي الإجتماعي، التأهيل التربوي والتأهيل المهني، بالإضافة الى تأمين عملية الدمج الاجتماعي وتعزيز ودعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا الى جانب وجود مشاريع تنموية حيوية (صناعية، زراعية، رياضية، وتكنولوجية...).
ومواكبة للعصر تقوم الجمعية بشكل دؤوب بمواصلة التحديث والتطوير للأجهزة والمعدات المتوفرة في أقسامها الطبية والتأهيلية وتعمل على تأمين التدريب المستمر لفريق عملها الذي يتميز بالكفاءة العلمية والمهنية.
وبسبب إزدياد عدد الطلاب على لائحة الإنتظار، تم زيادة طابق جديد من صفوف مدرسة لوى للإمتياز. وتضم المدرسة حاليا 280 طالبا من ذوي الإحتياجات الخاصة، يعانون من إعاقات سمعية أو جسدية، أو تأخر عقلي بسيط، أو متلازمة داون، أو التوحد".
ولفتت الى أن "نتيجة إكتظاظ عدد المرضى اللبنانيين والسوريين، تم العمل على توسيع قسم العيادات وتطوير خدمات التأهيل في المجتمع للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك من خلال برنامج التأهيل المجتمعي للاجئين السوريين الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المنظمات الدولية، وأهمها منظمة التأهيل الدولي WRF".
وقالت: "الى جانب ذلك تركز الجمعية على تحديث قسم العيادات وتجهيزه بأحدث المعدات والآلات الطبية لمواكبة التطور التكنولوجي. كما تم إستحداث قسم التكنولوجيا المساعدة، يتضمن الأجهزة الرقمية والالكترونية والتواصلية المساعدة، التي تؤهل الأشخاص المعوقين وتساعدهم على التكيف مع التكنولوجيا. إذ تمنح التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة القدرة على الإستقلالية لأنها تمكنهم من إجراء وتنفيذ المهام التي كان يتعذر بل يستحيل أداؤها دون مساعدة شخص آخر.
ومتابعة لبرنامج "The Workforce" الذي تم إطلاقه في كانون الأول 2016 لتأمين وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة مع القطاعين العام والخاص، نجحنا خلال عام واحد من إطلاقه بتأمين فرصة عمل ل 21 شخصا، ولا يزال العمل مستمرا به.
وفي إطار التوعية المجتمعية المستدامة، تقوم الجمعية بسلسلة من المحاضرات الطبية الأسبوعية وتنظيم الحملات الطبية الدائمة بالشراكة مع وزارة الصحة العامة والقطاع الخاص.
وإيمانا منها بأهمية الرياضة، تعمل الجمعية على تحديث التجهيزات الضرورية والمعدات والأدوات الرياضية المختلفة للفرق الرياضية التابعة للجمعية، وذلك في إطار الدعم والتشجيع لإبراز قدرات وإمكانات اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة ورفع مستوى أدائهم".
وختمت بري: "إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا فعل البذل والعطاء، ولولا إيماننا بأن ما نقدم عليه سويا، هو فعل محبة وإيمان بقضايا الإنسان، لا سيما قضية ذوي الإحتياجات الخاصة وحقهم في حياة كريمة.
فـ"جميل أن تعطي من يسألك ما هو بحاجة إليه.. ولكن الأجمل من ذلك.. أن تعطي من لا يسألك وانت لا تعرفه" (جبران خليل جبران).
وقبل الختام، لا بد لي من أن أتوجه بالشكر الجزيل للسيدة غادة بلانكو لمساهمتها الكريمة في إغناء هذا السحور بكل ما قدمته من تجهيزات ومعدات ليكون بشكله الحالي وهذا دليل محبة منها للجمعية بالتخفيف عنها من الاعباء في هذا المجال... فشكرا غادة.
وفي الختام، وعدنا لكم وكما كل عام، أن نزرع الإبتسامة على مساحة الوطن، فالعطاء والعمل بالنسبة إلينا ليس خيارا، بل جزء من حركتنا اليومية، فمن خلال شراكتكم لنا نستطيع أن نحقق كل الأحلام، وان نحول كل مساحات الألم إلى أمل".
وتضمن برنامج السهرة فقرات فنية مع المطرب الحلبي مصطفى هلال ترافقه فرقته، فأدى اناشيد وقدودا حلبية من وحي مناسبة شهر رمضان المبارك.