لبنانيات >أخبار لبنانية
الحكومة في مهب وارسو..
الحكومة في مهب وارسو.. ‎السبت 26 01 2019 12:21
الحكومة في مهب وارسو..

جنوبيات

 

على رغم الهبات التفاؤلية التي لفحت الحراك الحكومي هذا الاسبوع، بقي التأليف يتنازعه الحذر، لا سيما أن أكثر من ثمانية أشهر مضت وصلت خلالها لقمة التشكيل إلى "التم"، لتعود تجاذبات الفرقاء المعنيين لتطيح بكل الإيجابيات. ومع ذلك فإن التعويل سيد الموقف على اتصالات الرئيس المكلف سعد الحريري بالمعنيين لتدوير الزوايا وحل أزمة تمثيل نواب "اللقاء التشاوري" واعادة توزيع بعض الحقائب، بمعزل عن أن المفاوضات الجارية لم تصل بعد إلى خواتيمها المرجوة.
 
 فالحركة الناشطة، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ"لبنان24"، لم تحرز التقدم المنشود. النيات الطيبة لم تترجم أفعالاً، وإن كانت الأجواء توحي بأن تكتل "لبنان القوي" قد يكون في صدد التراجع عن المطالبة بـ 11 وزيراً وتسليمه بصيغة الثلاث عشرات وفق مقايضة تقوم في المقابل على تبديل في الحقائب، بحيث تتنازل حركة "أمل" لـ"التيار الوطني الحر" عن حقيبة البيئة، في حين أن هذا الأمر يبقى رهن موافقة النائب السابق وليد جنبلاط على التنازل من جهته عن حقيبة الصناعة للرئيس نبيه بري. فالحركة لن تتنازل عن البيئة إلا مقابل الحصول على الصناعة أو الثقافة التي من المفترض أنها حسمت لصالح حزب "القوات"، خاصة أن بري أعاد التأكيد للحريري خلال لقائهما أنه يرفض رفضا باتا مبادلة البيئة بوزارة الإعلام.

وسط تأرجح التصريحات، فإن مآل الأمور سوف تتوضح مساء اليوم مع إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر قناة "الميادين"، إن لجهة الملف الحكومي، أو لجهة التطورات الإقليمية وانعكاساتها على الداخل المحلي في ظل ما يتردد عن أن تشكيل الحكومة سيرتبط بنتائج قمة وارسو في 13 شباط المقبل المخصصة لمواجهة ايران والتصدي لسياستها في المنطقة والمصحوبة بتهديدات أميركية اقتصادية ضد طهران و"حزب الله"، وإن كانت بعض أهداف هذه القمة قد تمّ تعديلها، فيما ذهبت بعض الأوساط بعيدا لتربط التأليف بالقمة العربية في تونس في آذار المقبل، والتي ستشهد مشاركة سورية لأول مرة منذ العام 2011.

لقد التقى الرئيس المكلف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في باريس مساء أمس وتابع معه تطورات الملف الحكومي. ومن المرجح ان يلتقي أيضاً في الساعات المقبلة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع؛ بيد أن الثابت حتى الساعة، أن لا معطيات حقيقية توحي بأن طريق التشكيل قد أصبحت معبّدة. الخميس تنتهي مهلة الحريري التي قطعها لنفسه مجددا، في حين أن الوقائع لا تبشر بخير التأليف. 
 
"اللقاء التشاوري" يؤكد، بحسب مصادره لـ"لبنان 24"، أن الأمور تراوح مكانها، وان لا جديد تحت شمس المفاوضات "التي لم نطلع عليها أصلاً ولم يضعنا أحد من المعنيين بالتأليف في أجوائها"، مشددة على أن النواب السنة المستقلين متمسكون بمطلبهم المحق لجهة أن يكون الوزير الذي سيمثل اللقاء ممثلا حصريا له بعيدا عن أي حصة رئاسية وحكومية. فتجربة جواد عدرا لن يسمح اللقاء أن تتكرر، متبنية تمسك الرئيس نبيه بري بصيغة الثلاث عشرات التي تعطي "اللقاء التشاوري" حقه، وفي الوقت نفسه تقطع الطريق على حصول فريق دون آخر على الثلث المعطل. وفي هذا السياق، تتوافق مصادر مطلعة في 8 و14 على أن الرئيس المكلف أسوة بالثنائي الشيعي لن يمنح رئيس الجمهورية و"لبنان القوي" 11 وزيراً، لأنه سيكون المتضرر الاول، ولو أنه لا يعلن ذلك جهاراً.

وإذا كان شد الحبال المتصاعد في ذروته على خط الولايات المتحدة وحلفائها – ايران، فإن الخشية أن يقع لبنان في مهب التطورات الاقليمية، ويبقى غارقاً في الفراغ الحكومي، وهو فراغ يقول أحد الوزراء في إحدى الجلسات، أنه قد لا ينتهي إلا بعد أن "تلطش" المعنيين صدمة اقتصادية تدفعهم إلى لملمة شظايا سياساتهم، خاصة أن الجميع يدرك أن الوضع الاقتصادي حرج جداً.