بأقلامهم >بأقلامهم
أيقونة النساء...
جنوبيات
عرّف الكاتب خلدون عبد الله الإعلام في كتابه "الإعلام وعلم النفس" بأنّه "هو فنّ توصيل المعلومة إلى الناس، أو يمكننا أن نقول: هو طرق وآليات العمل التي يتم بواسطتها توصيل معلومة أو رسالة إلى الناس لأهداف معيّنة".
فالإعلام في جوهره ما هو الا دور رسالي لنقل وإشاعة وبث حقيقة ما أو معلومة ما من المصدر أو من قلب الحدث إلى جمهور واسع بهدف إعلامه بالشيء (قضية أو معلومة أو خبر) لتكوين رأي صائب وحقن جرعة وعي في عقله وميوله وسلوكه. هذا الأمر يستدعي شخصية إعلامية فذّة تمتلك مهارات عدّة في حفظ أو تسجيل المعلومة ونقلها وبثها واشاعتها بمنتهى المصداقية وبأبلغ المصطلحات والحروف التي تلامس وجدان وميول وعقل المتلقي فينتج عن ذلك حالة من التفاعل بين الإعلامي والجمهور تسمى الرّسالية الناجعة.
وفي هذه المسيرة الرسالية كان للسيدة زينب بنت علي بنت فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهم خصائص وخصوصية ومهارات ظهرت جلياً في حركتها الإعلامية التي تولتها عقب واقعة عاشوراء في كربلاء عام ٦١ للهجرة.
ولا يحتاج منا الكثير من الجهد لإدراك شخصية السيدة زينب الإعلامية الناجحة بحيث أن في كل إحياء لمجالس الإمام الحسين مدرسة لاستنباط الدروس والعبر كان لزينب سلام الله عليها الفضل في نقل وحفظ السيرة وحفظ نسل الإمام الحسين واستمرارية مدرسته من خلال حفظها لأمانته الإمام زين العابدين (السجّاد) وحرصها على تحويل التهديد إلى فرصة في سبيل الإسلام وكلمة الحق قربة للخالق، فكانت مقولتها رغم عظيم رزيتها "ما رأيت إلا جميلاً".
وعلى خطى تلك الأيقونة العظيمة للنساء، يمكن لأي امرأة، تريد دورًا رساليًا في محاربة الشرّ وإظهار الحق ونصرته، أن تتخذ السيدة زينب مرجعًا ومصدرًا ونموذجًا يقتدى به في المسيرة الإعلامية الناجحة.