حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
وارف قميحة في حوار مع تلفزيون فلسطين: الصين تدعو لحلٍ عادلٍ وشامل ودائم للقضية الفلسطينية وهي أوّل دولة غير عربية اعترفت بالمُنظّمة
الثلاثاء 20 06 2023 10:57جنوبيات
أكد الباحث المُتخصّص في الشؤون الصينية - العربية وارف قميحة أنّ "زيارة الرئيس محمود عباس إلى الصين، تأتي ضمن توطيد العلاقات الصينية - الفلسطينية التاريخية، القائمة على التعاون والاحترام المُتبادل، التي تمَّ تعزيزها خلال اللقاء بين الرئيسين الصيني والفلسطيني في "القمة العربية - الصينية المُشتركة" في الرياض، وتزامناً مع مُرور 35 عاماً على العلاقة بينهما، وضمن السياق العالمي للدور الذي تقوم به الصين، ومنه إعادة إحياء المُفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "أهمية ومُخرجات زيارة السيد الرئيس إلى الصين": "الصين تعمل ضمن خطط استراتيجية، وفقاً لسياسة مصلحتها العليا، القائمة على السلام والتجارة، ومن المُتوقّع أنْ تُصبح الأولى اقتصادياً في العالم، فأُطلقت مُبادرات للسلام والتنمية والحضارة العالمية، كخارطة طريق للعالم، تسعى لعالم مُتعدّد الأقطاب لا تحكمه الهيمنة، وهي تاريخياً حليف لم تنحاز لطرف في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ارتكز دورها على التحاور دون مُجابهة".
وأشار إلى أنّ "الصين كانت أوّل دولة غير عربية اعترفت بـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وتقوم بدعم وتدريب الكوادر الفلسطينية، ومدّت الثورة بالسلاح، ومن ثم الدعم السياسي، فهي تدعو لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، استناداً لقرارات الشرعية الدولية والأُمم المُتحدة، وتدعو لمبدأ الأرض مُقابل السلام وفق المُبادرة العربية، وحل الدولتين كحل أساسي للصراع، ودعم إقامة دولة فلسطين، ذات السيادة الكاملة، على أراضي الـ67، وعاصمتها القدس الشرقية".
ورأى أنّ "الصين أصبحت لاعباً دولياً، لديها قوّة في الأُمم المُتّحدة، واستثمارات كبيرة في "إسرائيل"، ومصالح اقتصادية مُتبادلة، لذلك تستطيع الصين، القيام بدورٍ في هذا المجال، واستطاعت في فترة من الفترات أنْ تضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تنازلت عن قضية "بنك أوف شاينا" في نيويورك، بحجّة تمويله عمليات فلسطينية تحت مُسمّى "الإرهاب"، كما استطاعت وقف الأصوات المُتعالية داخل الكيان الإسرائيلي المُحتجّة على العلاقات مع الصين".
وشدّد على أنّ "الصين تحتاج إلى الورقة الفلسطينية كي تدعم سياستها الدبلوماسية الصاعدة، ومنها رعايتها المُصالحة السعودية - الإيرانية، وهما لاعبان أساسيان في القضية الفلسطينية، وقدّمت نفسها إلى العالم كوسيط غير مُنحاز وعادل، ومُمكن الاستفادة من هذا الدور الصيني في انتزاع بعض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لأنّ لا حل للصراع في الشرق الأوسط من دون حل للقضية الفلسطينية، والصين لديها مُبادرة عالمية اسمها "مُبادرة الحزام والطريق"، وهي مدخل الصين إلى العالم، ونجاحها يتوقّف على الاستقرار في المنطقة".
وختم قميحة: "الصين قامت على الإصلاح السياسي والاقتصادي، وحوكمة المُؤسّسات، وقضت في العام 2020 على 850 مليون حالة فقر، يُشكّلون 70% من فقراء العالم، وذلك من خلال التنمية الداخلية وبناء البنية التحتية، وتطوير الاتصالات والنقل والتجارة الإلكترونية الداخلية، وإقامة المشاريع الزراعية والصناعية وفق التقنيات الحديثة، والتدريب والتعليم، فهناك إرادة للتنمية، والشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين، لديه الإرادة لخلق المُستحيل والاستفادة من التكنولوجيا العابرة للحدود، والاستفادة من الاتفاقيات التي وقّعها الرئيس محمود عباس مع الصين، ومنها السياحية، والهبات المُقدمة للتدريب ودعم الكوادر والتنمية، وذلك سينعكس إيجاباً على الجانب الفلسطيني، وقد قمت بتوثيق العلاقات بين الصين وفلسطين والدول العربية من خلال الطوابع بين الجانبين، لتعزيز أواصر الصداقة بين الدول".