بأقلامهم >بأقلامهم
إلى من ننتمي؟



جنوبيات
نعيش في مجتمع حيث نتشارك كل الأحداث ونخوض كل المناسبات، مجتمع مليء بالتناقضات بين الإسناد والرفض.
مجتمع معياره يكون: إذا لم تكن كما تريد الجماعة، فإنك عاق وقد تكون خارجًا عن المألوف. أي يغيب الشعور بالانتماء وينتابنا شعور بالغربة، الغربة عن كل ما حولنا، من الأشخاص الذين نتآلف معهم ونتقاسم معهم رغيف الخبز. إننا غرباء، غرباء عما حولنا، غرباء عما يدور من أحداث تجعلنا في عمق التجربة، التجربة الحياتية التي تعطينا إما القبول وإما الرفض. وما نحن موجودون سوى في مختبر حياتي حيث يتم اختبار أعمالنا، والنتيجة إما صالحين وإما غير ذلك.
لكن السؤال الذي نطرحه تباعًا: هل الشعور بالانتماء يعطينا الشعور بالتآلف مع ما حولنا من جماعات وأفراد؟ أم أن الشعور بالانتماء يحدد هويتنا وفرادتنا؟ كيف أنتمي إلى جماعة وأنا أعتنق مبادئ وقيم جماعة أخرى؟ كيف يمكن الوصول إلى التناغم والانسجام ما لم يكن الانتماء واحدًا وغير متعدد؟ لماذا يغيب الشعور بالانتماء إلى مجتمع عادل، وهل هو عادل؟
عندما يتم الإجابة عن هذه التساؤلات، عندها نكون قد وصلنا إلى الهدف المنشود وهو معرفة الحقيقة. والحقيقة لا يمكن الوصول إليها ونحن قابعون في أماكننا، لا حراك، لا رؤية أو بصيرة تصحح المسار وتضفي الشغف في الإقبال على الحياة التي نريدها. نحن من نرسم خارطة حياتنا، ونحن من نغير أقدارنا، فنحن لم نخلق عبثًا. خلقنا الله لنمضي ونسعى، فالمكوث في أماكننا مستسلمون يخالف المنهج الحياتي ويخالف الرسالة التي خلقنا لنشرها. نحن على ما نحن عليه وفق ما نحن نريده. لا يجدر بنا أن نستسلم للقدر ونقبع في أماكننا ونراوح.
والسؤال هنا: هل نحن وفق ما خططنا له؟ فتفعيل مخيلتنا ورسم استراتيجياتنا وخططنا يأتي من خلال تفعيلنا لأفكارنا وعقولنا، وبالتالي عدم الاستسلام لقدرنا والخنوع للواقع. وكما يقول المهاتما غاندي:
إن الإنسان نتاج أفكاره، ما يعتقده، يصبح كذلك.