بأقلامهم >بأقلامهم
"أسئلة بلا أجوبة"!
جنوبيات
في لبناننا الحزين فقط، هناك عدّة أسئلة لن تجد لها أجوابة شافية، لا بل لن تجد لها جوابًا على الإطلاق.
ومن هذه الأسئلة، سؤال برسم حاكم المصرف المركزيّ:
لماذا المصارف تعطي المودعين دولاراتهم على سعر خمسة عشر ألف ليرة لبنانيّة، ويبيعوهم إيّاها على سعر منصّة صيرفة؟
وبمعنى أوضح: لماذا الألف دولار تصبح حوالي "167 $" ؟!
سؤال آخر برسم وزارة الاتّصالات الحريصة كلّ الحرص على مصلحة الشركتين المشغلتين (ألفا وتاتش):
ما دمتَ يا معالي الوزير تريد رفع التّعرفة، فلماذا أُخذت الدّولارات "على أساس السّعر الرّسميّ (الألف والخمسمئة)" ومن ثمّ حُوّلَت مجدّدًا على "أساس سعر صيرفة"؟
وسؤال آخر برسم دولتنا العليّة:
ما دامت الرّواتب لم تتغيّر من سنواتٍ مضت، من أين للموظّف أن يأتي بالمال من أجل مواكبة الغلاء القاتل؟
ولماذا القضاء لم يحسم أمره ويواجه التحدّيات بقرارت صارمة وحاسمة؟
الأسئلة ليست للاستفسار، وإنّما لنؤكّد سرقة جنى الأعمار، والاستهتار بكلّ القيم حتّى الدمار.
ولا من يسأل ولا من يحاسب، والشّعب في غفوة "أهل الكهف"!
وعليه، إنّها بعض الأسئلة التي يسألها الشّعب اللبنانيّ الحزين، ولن يجد لها جوابًا وهي غيض من فيض، وهناك أسئلة كثيرة على كلّ الصّعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة والنفسيّة إلى ما هنالك من أمور تعزّز أوجه الإذلال للمواطن المسكين لعدم قدرته على تحمّل وزر الغلاء والوباء وسوء القضاء.
أيّها الشّعب اللبنانيّ، هل ستظلّ تترنّح طربًا على صوت الزعيم، أم ستتحرّك لمواجهة الوضع الأليم؟
وهل ستبقى في كبوة جامحة حتّى يأتي يوم ليس ببعيد، وتشهد بيع الهواء الذي تتنشّقه في زجاجات بارقة وخارقة وبأسعار حارقة.
وأخيرًا وليس آخرًا، أدعو السيّد ديفيد كوبرفيلد للحضور إلى لبنان لكي يتعلّم بعض الأعمال السّحريّة التي لم يرها من قبل، ولن يجد لها مثيلًا على مدار الزمان إلى يوم الدينونة الكبرى!