بأقلامهم >بأقلامهم
"عزّة النّفس"!
جنوبيات
رحم الله خالي الأيّوبيّ الشّجاع مصطفى وجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنّة فقد كان يردّد دائما هذه المقولة الرّائعة:
"لا أهانت الأيّام لكم عزّة نفس أبدًا".
كما رحم الله أجدادنا عندما كانوا يردّدون على مسامعنا دومًا:
"عزّ نفسك تجدها".
فعزّة النّفس تضاهي جاه الملوك، وعروش الأباطرة، وتيجان القياصرة.
هناك أخطاء لا تصلحها كلمة "أعتذر".
هناك أكاذيب لا تُغتفر.
هناك أفعال فيها العبر.
هناك جروح لا تشفيها الأيّام، وهناك مواقف تبدّل مكانة الأشخاص في القلب.
صحيح أنّ بعض القلوب كبيرة بتحابّها، وطيّبة بودادها، بيد أنّ هناك بعض الأخطاء التي لا يُستهان بها. فالبحر لا يحمل السّفينة إن ثقبت.
والأرض لا تنبت الزّرع إن نضبت.
والينابيع لا تروي السّواقي إن جفّت.
ومن منطلق الحرص على التّماسك الاجتماعيّ والتّضامن الأُسريّ نقول:
لكُلّ الرّائعين في هذه الحياة، من لا يملكون الوقت لإيذاء غيرهم، الذين ينشغلون بأنفسهم، ويزرعون البهجة والفرح في قلوب من حولهم، ولديهم الكثير من الأحلام والطّموحات على أمل تحقيقها، نقول لهؤلاء:
أنتم الأفضل دائمًا!
وأولئك الذين ينعزلون حين يعصف بهم مزاجهم المتقلّب، الذين يحبّون أن لا يرى الآخرون إلّا جانبهم المضيء خشية أن تؤذي عتمتهم أحدًا، الذين يمتلئون بأنفسهم حتّى الإكتفاء، نقول لهم:
لا أهانت الأيّام لكم عزّة نفس أبدًا.
فالحياة وقفة عزّ....