لبنانيات >أخبار لبنانية
اللواء إبراهيم: وقف إطلاق النار صامد رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة
الخميس 5 12 2024 10:47جنوبيات
تناول اللواء عباس إبراهيم، بسلسلة مواقف، حول تداعيات ما بعد الحرب على المشهد السياسي اللبناني، شملت: نظام الحكم، المؤسسات الدستورية، الانتخابات الرئاسية، اللامركزية الإدارية، واتفاق الطائف، وذلك في إطار برنامج "هاشتاغ سياسي"، الذي يقدمه علي حمادة عبر قناة "هلا لندن".
تضمنت أبرز عناوين المقابلة: وقف إطلاق النار لن يتطور إلى حرب، منع "إسرائيل"، الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، ضرورة استثمار المقاومة كقوة لبنانية لصالح الدولة، أهمية تطبيق اتفاق الطائف، صعوبة تمرير الثلاثية الذهبية بسلاسة، نتيجة ارتدادات الحرب، ودعوة الدول العربية إلى ما أطلق عليه اللواء إبراهيم: "شن هجمة إيجابية على لبنان، تشمل المجالات كافة، وليس إعادة الإعمار والبناء فحسب".
وقف إطلاق النار لن يتطور إلى حرب
عن خشيته من انهيار قرار وقف إطلاق النار، بعد الخرق الكبير الذي شهدناه أخيراً، بضربات إسرائيلية كثيفة، قال اللواء إبراهيم: "يرتبط هذا الموضوع بالعدو الإسرائيلي، لاحظنا أنه فور وقف الأعمال العدائية، ودخول القرار حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجراً، بدأت القوات الإسرائيلية على الأرض، بعد خمس دقائق فقط (عند الساعة 4:05)، بمحاولة تحقيق ما فشلت في تحقيقه خلال الحرب.
بمعنى آخر، كانت تمارس العدوانية تحت مظلة وقف إطلاق النار.
تقدمت في منطقة الخيام إلى مواقع لم تستطع التقدم إليها سابقاً، وارتكبت اعتداءات في شمع وعلى طول الجبهة، حيث قامت بتجريف المنازل وتفجيرها، كما حدّدت مناطق يُسمح للبنانيين بالعودة إليها وأخرى يُمنعون من دخولها".
ولفت إلى أن "هذه التصرفات بحد ذاتها، تعتبر اعتداءات مستمرة، والسؤال هنا: ما الذي دفع العدو الإسرائيلي إلى هذا السلوك؟
السبب يعود إلى إحجام المستوطنين عن العودة إلى مستوطناتهم، على الرغم من كل الإغراءات، التي قدمها الكيان لهم.
المستوطنون يرفضون العودة لأنهم لا يثقون بدولة "إسرائيل"، ولا يؤمنون بصدق ما يعدهم به نتنياهو رئيس حكومة العدو، فقد وعدهم بأنهم سيعودون بالقوة، وليس عبر أي اتفاق، وبأنه سيدخل إلى لبنان، ويُبعد حزب الله إلى ما وراء الليطاني ليعيشوا بأمان".
وأشار اللواء إبراهيم إلى أنه "إذا افترضنا جدلاً، بأن القوات الإسرائيلية نجحت في دفع "حزب الله" إلى شمال الليطاني، فإن الصواريخ التي يمتلكها "حزب الله"، قادرة على استهداف المستوطنات من أية نقطة في لبنان، وبالتالي، لم يتمكن نتنياهو من تحقيق الأهداف السياسية، التي أعلنها عند بداية الحرب، لذلك يستمر في دفع الأمور نحو التصعيد، مع الحرص على تجنب الانزلاق إلى حافة الحرب مع لبنان".
اتفاق إطلاق النار صامد
ورأى اللواء إبراهيم أن "هذه التعديات على لبنان، وهذه الخروق، لن تؤدي إلى عودة الحرب بمعناها الشامل، كما كانت قبل الأربعاء الماضي".
وهل يظهر "حزب الله" ضبط النفس رغم التصعيد الإسرائيلي ومجزرة حاريص؟
يجيب اللواء إبراهيم: "أعتقد أن "حزب الله" منذ اللحظة التي وافق فيها على وقف إطلاق النار، اتخذ قراراً واضحاً بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، وهو ملتزم بهذا القرار، وقد رأينا أن "حزب الله"، على الرغم من تسجيل 52 أو 54 خرقاً من جانب العدو، لم يردّ إلا مرة واحدة".
"إسرائيل" لا تسمح للجيش بالانتشار
وردًا على سؤال، حول عدم التزام "إسرائيل" و"حزب الله"، بتطبيق القرار 1701، ودور الجيش اللبناني، قال اللواء إبراهيم: "هذا الموضوع منوط بالجيش اللبناني منذ اللحظة التي يبدأ فيها انتشاره بالتنسيق مع "حزب الله"، لكن حتى الآن، لم يتمكن الجيش اللبناني من تنفيذ المطلوب منه لأسباب لوجستية معروفة، بالإضافة إلى أن الإسرائيلي لا يسهّل مهمة الجيش اللبناني، وأعتقد أن قائد الجيش نقل هذه النقطة إلى الأميركيين والفرنسيين، حيث أوضح أن العدو الإسرائيلي لا يوفر التسهيلات اللازمة لانتشار القوات العسكرية اللبنانية".
وشرح اللواء إبراهيم: "لدى الجانب الإسرائيلي مهلة تمتد إلى 60 يوماً، ولكن يمكن للجيش اللبناني أن يستكمل انتشاره في أية لحظة، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يسهّل انتشار الجيش اللبناني للقيام بمهمته".
المقاومة كقوة لبنانية يجب أن تستثمر لصالح الدولة
وهل يهدف القرار 1701 إلى تعزيز القرارين 1680 و1559، خصوصاً فيما يتعلق بضبط الحدود اللبنانية - السورية وإنهاء تسليح "حزب الله"؟
لفت اللواء إبراهيم إلى أنه "منذ لحظة إقرار القرار 1701، كانت هناك ارتباطات واضحة مع القرارين 1680 و1559، حيث يشكلان جزءً من البناءات الأساسية للقرار".
ورأى أنه "من الطبيعي أن يطبَّق القرار 1701 كما هو، بحيث لا يكون هناك أي سلاح إلا مع الجيش اللبناني، ومع ذلك، يبقى السؤال حول كيفية التفاهم على المستوى السياسي، ومعالجة موضوع سلاح "حزب الله" داخلياً، هذا الأمر يتطلب حكومة قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة".
وعما إذا حان الوقت لطرح هذا الموضوع، كونه يشكل لغماً في الساحة اللبنانية؟
قال اللواء إبراهيم: "بالتأكيد حان الوقت، بل إن الوقت كان قد حان منذ زمن بعيد، ولكن، كما هو الحال دائماً، نحن في لبنان متأخرون في معالجة القضايا الجوهرية، لدينا قوة تسمى المقاومة، وهذا مفهوم طبيعي في كل دول العالم، عندما تتعرض دولة للاحتلال أو الغزو، تنشأ المقاومة كوسيلة مشروعة للدفاع، وفي لبنان، حدث الشيء ذاته، لكن بعد اندحار الاحتلال، وعندما يصبح وجوده الفعلي محدوداً يجب أن تُدمج هذه القوة ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية".
وتابع: "إن المقاومة كقوة لبنانية يجب أن تستثمر لصالح الدولة، لا داعي لأن نقول إننا نريد نزع سلاح "حزب الله"، بل يجب أن نتحدث عن كيفية تسخير هذه القوة لتقوية الدولة، خصوصاً من الناحية العسكرية، بحيث تصبح السلطة الشرعية بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية".
أهمية تطبيق اتفاق الطائف
وتطرق اللواء عباس إبراهيم إلى مواضيع تتعلق بالحكم في لبنان من الانتخابات الرئاسية إلى اللامركزية المالية إلى الفيديرالية وتطبيق اتفاق الطائف.
وعما إذا كانت الانتخابات الرئاسية مدخلاً لتحديد مسار لبنان، قال اللواء إبراهيم: "ليس المدخل مجرد انتخاب رئيس أو عدمه، بل المدخل الحقيقي هو إرادتنا الصادقة كلبنانيين مجتمعين لبناء دولة، وجود رئيس للجمهورية هو أمر حتمي وضروري، ولكننا وصلنا الى مرحلة نعتبر فيها انتخاب رئيس أمراً استثنائياً، بينما هو أمر طبيعي.
ما هو غير طبيعي هو غياب رئيس، ومع ذلك، في ظل نوايا غير صادقة وغير جدية من الأطراف السياسية، لن يستطيع أي رئيس أن يحقق شيئاً.
لقد أثبت التاريخ أن العديد من الرؤساء مروا في هذا المنصب، ورغم كفاءتهم، لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم في ظل تلك الظروف.
الحكم في لبنان هو حكم الجميع، لذا المطلوب هو نوايا صافية وصادقة من الجميع لبناء الدولة.
الجميع يدعي السعي لبناء الدولة، لكن الواقع يظهر أن كل طرف لديه مشروعه الخاص.
نحن نتغنى بالدستور وبقدسية "الطائف"، لكن لا أحد يريد تطبيقه".
وشدد اللواء إبراهيم على أن "الطائف هو الوصفة السحرية للخروج من الأزمة، إذا أحسنا تطبيقه، لكن ما الذي طُبق من الطائف حتى الآن؟ على مدار عقود، لم يلتزم أحد بمضامين وثيقة الوفاق الوطني".
ولفت رداً على سؤال، إلى أن "اتفاق الطائف لا يزال صالحاً، لكن ما طُبق منه أظهر بعض الثغرات التي يمكن معالجتها بالتفاهم".
وأشار إلى أن "الحل هو إلغاء الطائفية السياسية والانتقال الى الدولة المدنية.
في غياب الدولة المدنية، لن يكون هناك وطن يحتضن الجميع، وستسعى كل طائفة إلى إنشاء دولتها الخاصة".
ولفت إلى أن "الرئيس يجب أن يكون فوق كل الخلافات، وغير منتم لأي تيار أو حزب، عليه أن يكون قادراً على التفاعل مع جميع القوى السياسية بمسافة متساوية.
رئيس الجمهورية، على الرغم من تقليص صلاحياته، ما زال يمتلك أدوات يستطيع من خلالها فرض إيقاعه وخلق مناخ إيجابي، يدفع القوى السياسية نحو تطبيق الدستور والطائف".
تمرير الثلاثية الذهبية لن يكون سلساً بسبب ارتدادات الحرب.
وسئل بالنسبة للبيان الوزاري، هناك دائماً خلاف حول الثلاثية الذهبية "جيش، شعب، مقاومة".
فهل يرى أن هذا الخلاف سيؤثر على تشكيل الحكومة؟
أجاب اللواء إبراهيم: "بالتأكيد، هذا الموضوع سيكون له تأثير كبير.
تشكيل الحكومة وصياغة بيانها الوزاري لن يكونا سلسين بسبب الانقسام الداخلي، لكنني أثق بعبقرية اللبنانيين، خصوصاً في إيجاد المخارج اللغوية المناسبة، بالرغم من أن المسار سيكون مليئاً بالتحديات، بعد الذي جرى، وبالتأكيد بعد هذا الانقسام الحاد في الداخل، نتيجة ارتدادات الحرب، لن تكون سلسة أبداً".
واعتبر بأن" أفضل قانون انتخابي هو أن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد النسبية، فهذا هو السبيل للوصول إلى نور الدولة".
ولم ير الحل بمؤتمر تأسيسي، لأن هذا المؤتمر "سينتج عنه تقاسم جديد بين الطوائف، وهذا ما أحاول الهروب منه وتوضيحه، نحن بحاجة إلى الخروج إلى رحاب الوطن بدل التقوقع".
لا للتقسيم أو الفيديرالية ومع اللامركزية الإدارية بحسب اتفاق الطائف
وأشار إلى "رفضه التام لتقسيم البلد"، لافتاً إلى أن "هذا الطرح يأخذنا إلى الحرب".
وقال: "إن الفيديرالية هي نوع من التقسيم المبطن إلى حد ما".
وسئل عن رأيه باللامركزية الإدارية الموسعة مالياً وتنفيذياً، فقال: "أنا مع اللامركزية الإدارية، ينص اتفاق الطائف على اللامركزية الإدارية الموسعة، لكنها إدارية لتخفيف معاناة المواطنين، وليست لخلق مشاكل جديدة، أما اللامركزية المالية، بمعنى أن كل بلدية ما تجبيه تصرفه على نفسها، فهذا أمر مرفوض"، مشيراً إلى أن "وزارات "المالية والدفاع والخارجية، يجب أن تبقى موحدة كعناوين لوحدة لبنان".
علاقات لبنان العربية
ولفت رداً على سؤال، عن علاقة لبنان مع الدول العربية إلى أن "ترك العرب الساحة اللبنانية ليملأها غيرهم هو مسؤولية تقع على عاتقهم، نحن اليوم أمام واقع صعب بعد الحرب والدمار، الذي لحق بالبلاد، وقد دعوت من خلال اتصالاتي وعلاقاتي، الأخوة العرب، إلى المساهمة في إعادة إعمار هذا البلد، وبذل الجهد اللازم لتحقيق ذلك".
وأضاف: "الشعب اللبناني وفيّ ومعطاء ولا ينسى الجميل، أذكر أنه بعد حرب العام 2006، جاء الأخوة من قطر بمبادرات بنّاءة وحتى اليوم، في الجنوب، ما زال الناس يقولون: "شكراً قطر"، وهناك جيل جديد يردد هذه العبارة، من دون أن يعرف أصلها، لذلك، أدعو من خلال برنامجك، الأخوة العرب، إلى إطلاق هجمة إيجابية على لبنان، ليس فقط على صعيد إعادة الإعمار والبناء، بل على كل المستويات.
الشعب اللبناني، بعيداً من السياسة، لن يبخل عليهم بالعرفان والتقدير، وأنا على يقين من ذلك".
وختم اللواء إبراهيم: "نحن عرب، ولدنا عرباً وننتمي إلى هذه الأمة العربية، لذا، نحن غير راضين عن هذا التخلي، ولا عن استمرار هذه الفجوة بيننا وبين الإخوة العرب".