بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ يومين أعماله على إنشاء نقطة عسكرية جديدة في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، في خطوة وصفها السكان المحليون بأنها تأتي في سياق توسيع الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة بشكل متسارع.

وأكد محمد عبد الرحمن، أحد سكان المنطقة، أن جرافات الجيش الإسرائيلي بدأت باقتلاع مئات الأشجار الحرجية في محيط منطقة حرش جباثا الخشب في القنيطرة، في وقت قامت فيه قوات الجيش الإسرائيلي بمنع السكان من الاقتراب من المنطقة، معتبرةً إياها منطقة عسكرية.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هذه الأعمال تثير قلق السكان المحليين، خاصة في بلدة جباثا الخشب التي باتت تشعر بتهديد متزايد جراء هذه الإجراءات.

وتقدّر المساحة التي يعمل الجيش الإسرائيلي على تحويلها إلى نقطة عسكرية بنحو 50 دونماً، تشمل أراضي زراعية تضم أشجاراً مثمرة تعود ملكيتها لسكان بلدة جباثا الخشب. وقد بدأت أعمال بناء المنشآت العسكرية في هذه المنطقة، حيث امتدت التحصينات إلى مسافة تصل إلى كيلومتر واحد باتجاه البلدة، في وقت فتحت فيه القوات الإسرائيلية طرقاً جديدة نحو الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.

وتثير هذه الخطوات مخاوف كبيرة لدى السكان المحليين، الذين يخشون أن يؤدي بناء النقطة العسكرية إلى تعزيز الحضور الإسرائيلي في المنطقة ويشدد الخناق عليهم.

تأتي هذه التحركات الإسرائيلية في وقت حساس، حيث من المتوقع أن تزيد من تعقيد الوضع في المنطقة التي لا تزال تشهد توتراً مستمراً على خلفية استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجولان ومناطق أخرى من جنوب سوريا.

هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي في القنيطرة يضاف إلى سلسلة من الخطوات السابقة التي اتخذها "الإسرائيلي" في المنطقة.

ففي الفترة الأخيرة، قامت إسرائيل بإنشاء 6 نقاط عسكرية جديدة في محافظة القنيطرة، شملت مواقع في بلدة حضر وقرية قرص النفل والتلول الحمر شمالاً، بالإضافة إلى نقاط في بلدة الحميدية وبلدة كودنة والجنوب بالقرب من سد المنطرة.

كما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية الأسبوع الماضي رتلاً عسكرياً تابعاً للإدارة العسكرية في بلدة غدير البستان جنوب القنيطرة، ما أسفر عن مقتل مختار البلدة عبدو الكومة وإصابة آخرين.

من جهة أخرى، يطالب أهالي القنيطرة بأن يتم اتخاذ إجراءات من قبل النظام السوري والإدارة الجديدة لوقف التوسع الإسرائيلي في الأراضي السورية، لا سيما في ظل التوترات المستمرة والمخاوف من تصعيد عسكري قد يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.