مقالات مختارة >مقالات مختارة
أدوية مرضى السرطان في السوق السوداء!
أدوية مرضى السرطان في السوق السوداء! ‎الاثنين 17 02 2025 09:26
أدوية مرضى السرطان في السوق السوداء!

جنوبيات

 

الأيام والشهور ويكاد الوقت أن ينفد أمام مريض السرطان في لبنان وهو ينتظر وصول الدواء إليه. وكأن المرض يتماشى مع توقيت الدواء ويتوقف عن الانتشار، ريثما تستفيق ضمائر المعنيين والسلطات الرسمية التي تتعامل مع هذا الملف باستخفاف ولامسؤولية.

توجد حوالى 3400 صيدلية (بحسب آخر احصاءات وزارة الصحة)، منها نحو 200 صيدلية تتبع نظام التتبع الذي فرضته وزارة الصحة على الصيدليات لضبط تخزين الأدوية، وليتمكن كل مريض من الحصول على دوائه في موعده. الاّ أن مرضى السرطان والأمراض المستعصية ومرضى غسيل الكلى كأنه محكوم عليهم بالإعدام من قبل الدولة!

يقول نقيب الصيادلة جو سلوم إن أدوية السرطان وأدوية الأمراض المستعصية غير متوفرة حالياً في الصيدليات، وإن قسماً كبيراً من مرضى السرطان باتوا يشترون أدويتهم من السوق السوداء أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وهنا تكمن المشكلة الأكبر. ويلفت سلوم إلى أن معظم هذه المواقع هي مزورة وغير شرعية ولا تملك أي رخصة لبيع الأدوية. لذا، على المواطنين التنبه لأن الأدوية قد تكون مزورة أو منتهية الصلاحية. ويبيعون بدلاً من المحاليل الطبية الماء.

وأكد سلوم أنه “ممنوع أن يعطى دواء في الصيدليات منتهي الصلاحية، لكن ما يحصل في الواقع أن المريض أحياناً لا يجد دواءه بسبب انقطاعه، فيلجأ إلى الدواء المنتهي الصلاحية”. وأوضح ان المشكلة بدأت مع غياب الرقابة على الدواء بـ”قبة باط” من المعنيين في هذا الملف لتهريبه إلى سوريا وبيعه بأسعار مرتفعة.

وأمام هذا الواقع المرير ادعى سلوم على وزير الصحة السابق الدكتور فراس الأبيض الذي وبحسب سلوم، “لم يحرك ساكناً لمنع بيع الأدوية المنتهية الصلاحية في الصيدليات ولا حتى إعادتها إلى الشركات المستوردة”. وقال إنه لا يحق قانونياً للصيدلي بيع أي دواء قد انتهت مدة صلاحيته.

وعن تخزين الأدوية من قبل الصيادلة، لفت سلوم إلى أن لبنان أنفق نحو 8 مليارات دولار على دعم أدوية كان معظمها يخزّن أو يهرّب. وأكد أن التخزين الأساسي لم يكن في الصيدليات، بل كانت عمليات التخزين تجرى في أماكن معينة وتحت أعين المعنيين. وأضاف: “كان على الدولة كشف هذا الموضوع ومحاسبة المسؤولين عنه”. وعن تفلت أسعار الدواء رأى سلوم أن الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن هذه الفوضى بعدما تركت السوق في هذه الحالة.

هناك مشكلة أخرى تواجه مرضى السرطان في لبنان، وتتعلق بالمستشفيات وفوضى التسعير المعتمد فيها والفوارق الباهظة بين المستشفيات، علماً أن الدواء واحد والعلاج واحد، هذا عدا عن الفاتورة الاستشفائية للمريض. وعلى الرغم من صرخة أطباء السرطان والجهات المعنيّة حول الوضع الكارثيّ للمرضى في لبنان، وانقطاع الأدوية وعدم توافرها بشكل دائم في الصيدليات، إلا أن عدد المرضى إلى ارتفاع بحسب وزارة الصحة وينتظرون استيراد الدواء ليحصلوا عليه.

لا يخفى على أحد أن تفاقم الأزمة المالية في لبنان ساعد على فقدان الأدوية من الصيدليات وحرم العديد من المرضى تلقي العلاج. مع التأكيد أن الدولة فشلت في إدارة ملف الصيدليات وأدوية الأمراض المستعصية

 

المصدر : نداء الوطن - ماريا موسى