عام >عام
توريطُ أميركيّ للجيش اللّبنانيّ!
توريطُ أميركيّ للجيش اللّبنانيّ! ‎السبت 5 08 2017 10:30
توريطُ أميركيّ للجيش اللّبنانيّ!


اختارت قناة "الحرّة" المدعومة والمُموّلة من الحكومة الأميركيّة، الوقت الذي ينكبّ فيه الجيش اللّبنانيّ على إعداد العُدّة لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابيّ، لترويج أخبارٍ حول علاقة الجيش الأميركيّ بهذه الحملة وتصوير أنّ الأميركيين سيشاركون عسكريّاً وفي الميدان.

وأوردت القناة يوم أمس خبراً عاجلاً جاء فيه أنّ نحو "70 عنصراً من القوّات الخاصّة الأميركيّة متواجدون في لبنان لمساعدة الجيش اللّبنانيّ في عمليّاته ضدّ تنظيم داعش".

وفي وقتٍ نفت مصادر عسكريّة هذا الكلام، أشارت إلى أنّ العدد المقصود يعود لمدرّبين موجودين في لبنان منذ فترةٍ طويلةٍ ومهمّتهم مساعدة الجيش والقيام بمهامٍ تدريبيّة، ومُراقبة العتاد المُسلّم إلى الجيش وما يحتاجه وينقصه في هذا المجال. طُرِحت علامات استفهامٍ كثيرة وجدّيّة حول الهدف من تسريب هذه المعلومات وعرضها في هذا التوقيت.

ويُقرأ من خلال "تقرير الحرّة" محاولة أميركيّة لتوريط الجيش اللّبنانيّ في الحقل الدّاخليّ على صعيدين، الشّعبي الذي بقسمٍ كبيرٍ منه يعتبر أنّ الولايات المتّحدة هي السّبب الأوّل في خلقِ بذورِ التنظيمات الإرهابيّة ودعمها وتركها تكبر وتتوسّع، فيقع بعد تسريبِ هذه المعلومات التشنّج بين هؤلاء والمؤسّسة العسكريّة، وعلى صعيد ثانٍ مُرتبط بحزب اللّه في محاولةٍ للحدِّ من التنسيق الكامل بينه وبين الجيش.

ويبدو جليّاً أنّ تسريب هذه المعلومات جاء مقصوداً وبالتزامن مع الإعلان عن أنّ الجيش يعدّ العدّة لخوضِ غمار تحرير جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك من إرهابيي "داعش"، وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن تدخّل "حزب اللّه" كشريكٍ إلى جانبه في المعركة انطلاقاً من تواجده في نقاط عسكريّة خلفيّة داخل سوريا (جرود قارة والجراجير).

ولا يمكن إخفاء أنّ النيّة الحقيقيّة في هذا التسريب، تتمثّل في دقّ السّفين بين الجيش وحزب اللّه، والتصويب على خطوات الجيش التي يعدّها ويتحضّر للقيام بها، تأتي نتيجة إذنٍ أميركيّ وبدعمٍ من الولايات المتحدّة، في محاولة للتعتيم عن الحقيقة الوحيدة والأساسيّة والعلنيّة التي تفيد أنّ هذه المعركة هي ترتيبٌ لبنانيّ لا علاقة له في تطوّرات الإقليم، وأتت انطلاقا من رغبة الجيش بتحرير الجرود وإنهاء احتلالها من تنظيمٍ إرهابي.

تزامناً؛ رُصِدَ أنّ جهات ما تقوم بحملةِ شائعاتٍ تمسّ الجيش، رافقها سردُ معلوماتٍ عن أنّ الجيش هو في صددِ تأجيلِ العمليّة العسكريّة، وأنّ القائد العماد جوزيف عون سيُلغي زيارته إلى العاصمة الأميركيّة واشنطن، حيث وضعت المصادر هذه المعلومات في إطار محاولة التشويش على قيادة الجيش وتحضيراتها، وصرف النظر عن الجهود الكثيرة التي تبذلها في الإعداد للمعركة المُنتظرة.

المصدر : ليبانون ديبايت