فلسطينيات >داخل فلسطين
شاب يدخل موسوعة غينس من كثرة الإصابات التي تعرض لها من جنود الاحتلال
شاب يدخل موسوعة غينس من كثرة الإصابات التي تعرض لها من جنود الاحتلال ‎الثلاثاء 1 05 2018 21:08
شاب يدخل موسوعة غينس من كثرة الإصابات التي تعرض لها من جنود الاحتلال


أن يصاب شاب مرة واحدة من قبل جنود الاحتلال فأمر ليس مستغربا ولكن ان يصاب مرة تلو المرة لتصل عدد الإصابات في  مختلف انحاء جسمه ثمانية مرات ولم يستشهد،  فهذا الأمر المستغرب وخارج عن المؤلوف ومن الحالات النادرة جدا حتى ان البعض، طالب  بادخاله  موسوعة غينس الدولية.

الشيء الغريب والعجيب والذي يدلل على جرأة وشجاعة هذا الشاب، انه بالرغم من كثرة الإصابات التي تعرض لها  ومدى والحاح والديه بعدم التوجه، الا انه يشارك في كل جمعة من جمع مسيرات العودة السلمية  ، إنه الشاب عبدالرحمن شريف الخروبي" ١٨ عاما "من سكان مخيم البريج والذي اصيب ثمانية مرات في مختلف انحاء جسمه من قبل جنود الاحتلال  شرق مخيم البريج أثناء مشاركته في مسيرات العودة السلمية طوال الجمع الخمس الماضية.

الشاب الخروبي  والذي  ما زال  الجبس ملفوفا على ساقيه، الا ان الابتسامة لا تفارق شفتيه يقول وهو مستلق على فراشه "إنني في كل جمعة اشارك في مسيرات العودة وكل اصابة من قبل جنود الاحتلال تزيدني قوة وإصرار على المشاركة مرة تلو الأخرى."

وكشف الشاب الخروبي عن جسمه ليظهر حجم الإصابات وعددها قائلا :" الحمد لله على كل حال فمعظم الإصابات في المناطق السفليةط، مشيرا إلى ساقيه اليسرى واليمنى  والتي اصيب بها ثمانية  مرات موزعة ما بين الفخد والرمانة والصابونة واسفل القدم  وتحت الركبة، حيت احدثت هذه الإصابات ألما شديدا "وأن بعضا منها لا يزال يؤلمني ويجعلني مقعدا ولا استطيع الوقوف والمشي واحتاج إلى الراحة والعلاج".

وعن ظروف استهدافه من قبل جنود الاحتلال قال" في احد الفعاليات لمسيرة العودة  من ايام الجمع الماضية  كنت قريبا جدا من السلك وقمت بإشعال عدد من الاطارات وقام جندي احتلالي بإطلاق الرصاص الحي و أصابني في فخدي."

السر الذي يكمن في استمرار هذا الشاب بالرغم من كل ما جرى له في المشاركة في المسيرات والتعرض لاعتداءات الاحتلال كذلك  هو ان أسرة هذا الشاب  فقيرة جدا وتعاني من وضع اقتصادي في غاية الصعوبة لان معيلها عاطل عن العمل ولا تتلق  هذه الاسرة مساعدات اغاثية، الا من قبل الوكالة والشؤون الاجتماعية، وعدد أفراد الاسرة يتجاوز ١٢ فردا منهم معاقين ويسكنون في منزل لا تتجاوز مساحته ٨٠ مترا لا تدخله الشمس وغير صالح للسكن، فيضظر هذا الشاب الأمي والذي لم يتعلم في اي مدرسة ان يشارك في هذه المسيرات لكي يصاب او يستشهد من أجل أن" يصرف له راتب لكي تعيش أسرته حياة كريمة ويخرجها من انياب الفقر الذي ينهشها من كل جانب." كما يقول
يقول والد الشاب وهو ينظر بحسرة والم إلى فلذة كبده انه "دائما يحاول ان يقنعه بالامتناع عن التوجه للمشاركة في مسيرات العودة بسبب اصابته الا انه لم يسمع كلامه ويخرج على  عكاكيز وبعض الأحيان يفك الحبس".
ويصمت قليلا  في دلالة على حجم المعاناة التي تعاني منها اسرته ويكمل قائلا :" ما يجعل ابني مصرا على هذا العمل هو الدافع الوطني بالإضافة إلى الهروب من الواقع الذي تعانيه اسرته على أمل أن يصاب او يستشهد  ويصرف له راتب لكي يعيش إخوته وأخواته حياة كريمة مناشدا الاخ ابو جودة النحال ان ينظر اليه بعين العطف ويعمل على صرف راتب جريح له".
ضباظ الاسعاف والطواقم الطبية من كثرة إصابات الشاب الخروبي باتوا يعرفونه جيدا ويقدموا له الإسعافات وينقلوه إلى المستشفى ويقول ابو خالد عنبة  جار هذا الشاب انه "في كل جمعة نتوقع أن نسمع أخبارا ان الشاب الخروبي لربما اصيب او استشهد من كثرة اصاباته"، مشيرا إلى" أنه في احد المرات أشيع خبر عن استشهاده او بتر احد ساقيه"، مؤكدا أنه بالرغم من ذلك فإنه يستمر في المشاركة ويفك الجبس ويتوجه إلى السياج الحدودي."
ولم يخف المواطن عنبة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها اسرة هذا الشاب من جميع النواحي سواء في المأكل و السكن او الأمراض والاعاقات مطالبا كل صاحب ضمير حي واهل الخير  بالإضافة إلى المسؤولين إلى مساعدة هذه الاسرة المنكوبة.
الشاب الخروبي الذي يعاني من مشاكل في النطق والتركيز  بالإضافة الى الاصابات التي تعرض لها نظرا لوضعه وفقر اسرته، لا يجد الاهتمام او حتى الزيارة للاطمئنان عليه من الأهالي وبعضا من الفصائل  كباقي المصابين  باستثناء مساعدة مالية بسيطة قدمها  فصيل معين  لا تكفي لعلاجه وشراء الدواء له.

 

 

المصدر : وكالات