لبنانيات >جنوبيات
الرمان "الملغوم"... رُبَّ ضارةٍ نافعة
الخميس 29 04 2021 10:21ابتسام شديد
لا يختلف اثنان على ان شحنة الرمان المحشوة كبتاغون ليست وحدها الدافع والسبب الحقيقي للأزمة الحالية بين لبنان والسعودية، ولوقف استيراد شحنات الفاكهة والخضار. فالشحنة المصادرة واحدة من شحنات مُحمّلة بالمخدرات وصلت في أوقات سابقة الى المملكة وتم ابلاغ السعوديين بها من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، كما ان هذا النوع من العمليات من الصعب اكتشافها لأن البضاعة تكون موضبة بشكل مُتقَن واحترافي ويتم رصدها من خلال البحث والمعلومات المخابراتية بين الدول.
من هذا المنطلق يرى كثيرون ان الموقف السعودي المتشدد حيال لبنان مبالغ به الى حد كبير، وان القرار له خلفيات وأبعاد سياسية، استنادا لكون عملية التهريب ليست الأولى، وفي العام الماضي أبلغ لبنان المملكة عن تهريب ١٥ مليون حبة كبتاغون.
فالأزمة الحقيقية اسمها حزب الله كما يردد سياسيون في محور ١٤ آذار، وهيمنته على المعابر البرية والجوية والبحرية، وهو المتهم الأساسي أكثر من الدولة اللبنانية، والقضية ليست رمانة كبتاغون بل قلوب مليانة ومشحونة بالحقد السياسي، وانه كان من حق المملكة حماية أراضيها وأمنها الاجتماعي.
وعليه، فإن عملية التهريب الأخيرة طرحت تساؤلات حول خلفيات التصعيد السعودي والذهاب الى حد المقاطعة، الأمر الذي تتم معالجته بالقنوات الأمنية، حيث تأكد ان على السلطات اللبنانية القيام بإجراءات محددة لضبط الوضع وإتخاذ تدابير لضبط التهريب كي لا تتأزم الأمور لاحقاً بين البلدين أكثر.
فالإتعاظ مما حصل ضروري لتصويب المسار من منطلق "رُبَّ ضارةٍ نافعة"، من أجل عدم تحوّل لبنان في المستقبل الى ممرٍ دائم لشحنات المخدرات.
فضيحة التهريب الأخيرة كشفت التقصير الرسمي واهمال تركيب اجهزة سكانر لمراقبة البضائع، وترك الحدود الشرقية والشمالية مفتوحة دخولاً وخروجاً لمافيا المخدرات والعصابات النشطة، فالمعابر مُشرّعة أمام قوى الأمر الواقع و"فالتة"، والجمارك من دون سكانر، والتلاعب بشهادة المنشأ جارٍ من دون رقيب ولا حسيب. فهل يُشكّل القرار السعودي الأخير حافزاً للسلطة لبسط سيادتها وسلطتها ولإعادة تفعيل قرار مجلس الوزراء الصادر في تموز ٢٠٢٠ القاضي بشراء سكانر والاعتماد المالي محجوز لشرائها؟