بأقلامهم >بأقلامهم
"إستمر ولا تتوقّف"!
"إستمر ولا تتوقّف"! ‎السبت 22 03 2025 19:24 القاضي م جمال الحلو
"إستمر ولا تتوقّف"!

جنوبيات

 

حدّثني والدي "طيّب الله ثراه" عن النّجاح، في الوقت المتاح!

فقال:

هل تعرف أنّ الأسد لا ينجح في الصّيد
إلّا في ربع محاولاته أي أنّه يفشل في 75% من محاولاته وينجح في 25% منها فقط.
وعلى الرغم من هذه النسبة الضئيلة التي تشاركه فيها معظم الضّواري إلّا أنّه يستحيل على الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة والصّيد.
والسّبب الأساسيّ في ذلك ليس الجوع كما قد يظنّ البعض، إنّما هو استيعاب الحيوانات لقانون (الجهود المهدورة)، وهو القانون الذي تعمل بمقتضاه الطبيعة بشكل عامّ.
وهل تعلم أنّ نصف بيوض الأسماك يتمّ التهامها؟ وكذلك نصف مواليد الدّببة، فإنّها تموت قبل البلوغ.
هذا ومن المعلوم أنّ معظم أمطار العالم تهطل في المحيطات. 
وكذلك، فإنّ معظم بذور الأشجار تأكلها العصافير.
إزاء ما ذكر يتبيّن أنّ الإنسان وحده هو من يرفض هذا القانون الطبيعيّ، الكونيّ، والأزليّ. 
ويعتبر أنّ عدم نجاحه في بضع محاولات يجعل منه إنساناً فاشلًا. 
بيد أنّ الحقيقة تتمحور في أنّ الفشل الوحيد يتمثّل بالتوقّف عن المحاولة.
وعليه، 
فإنّ سبل النّجاح ليست في أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسّقطات، وإنّما النّجاح محوره في أن تمشي فوق أخطائك، وتتخطّى كلّ مرحلة ذهبت جهودك فيها هدرًا وهباء الرياح، وأن تتطلّع دومًا إلى المرحلة المقبلة بعين المكافح والطامح نحو النّجاح. 
إنّها فلسفة النٍجاح في الوقت المتاح. 
ولو كانت هناك كلمة تلخّص هذه الدّنيا فستكون بكلّ بساطة "استمرّ" ولا "تتوقّف" عندما تفشل، لا بل إجعل من الفشل حافزًا للمضيّ قدمًا في تحقيق النّجاح في الوقت المناسب، فتكرار المحاولات خير بكثير من الوقوف عند الزلّات.

 

المصدر : جنوبيات