بأقلامهم >بأقلامهم
"خيوط المودّة"!
"خيوط المودّة"! ‎الخميس 10 04 2025 20:59 القاضي م جمال الحلو
"خيوط المودّة"!

جنوبيات

 

من نظرتي المتواضعة للحياة، ومن حافز التحقّق من الذّات، ومن مبدا حسن التّواصل مع الآخر على اسس الصّدق والثّبات، يمكن القول:

 "إنّ لمساحات التّواصل نهجًا صادقًا لا يقربه الزّائف". 
فعندما يُدخل الله السّكينة إلى قلوبنا، ويُلقي المحبّة في نفوسنا، وينوّر خفايا عقولنا، عندها ترى الابتسامة ترتسم على وجوهنا، وتدخل السّعادة بيوتنا. 
لهذا نتوجّه دومًا إلى الله بالدّعاء بأن: "يخفّف علينا ثقل الأوزار، وأن يرزقنا معيشة الأبرار، وأن يمنع عنّا برحمته كلّ ما هو ضارّ، وأن يبشّرنا بكرمه الذي لا ينقص ولا يتوقّف، وأن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمّهاتنا وكلّ عزيز علينا من النّار". 
هذا، ونرجو الله أن يخفّف عنّا صعوبة هذه الأيّام بعزّه الذي لا يضام، وأن يلهمنا الصّبر وانشراح الصدور، وأن يريح قلوبنا من المقدور، وأن يشفي مرضانا ويرحم موتانا، وأن يغنينا بفضله عمّن سواه.
 
إنّ "للمودّةِ خيوطًا" غيرَ مرئيّةٍ لا يدركُها إلّا العارف، وإنّ للمحبّةِ أنوارًا لا يتلقَّفُها إلّا الواصف، وإنّ للصداقةِ أنماطًا لا يتتبّعُها إلّا العاطف، وكما قلنا بداية:
"إنّ لمساحات التّواصلِ نهجًا صادقًا لا يقربُه الزّائف".
لذا،
 أقدِم بصفاءِ الذّهنِ ولا تكن كالخائف...

وتذكّر دائمًا أولئك الذين كانوا ذات يوم يملؤون عالمك، ثمّ غيّبتهم الأيّام عنك ورحلوا كالأحلام تاركين خلفهم البقايا الحزينة كلّما مررتَ بها أو مرّت ذات ذكرى بك.
 واجعل يقينك بالله يقيك، وحسن التّوكّل عليه ينجيك، والتّمسّك بهدايته في الخير يبقيك...

 

المصدر : جنوبيات