مع نزوح أعداد كبيرة من سكان الجنوب نحو بيروت وضواحيها الشرقية، شهدت نقاط البيع، وخاصة السوبرماركت والأفران، نشاطاً ملحوظاً. لساعات، انقطع الخبز العربي عن الأفران، في حين استغل بعض التجار هذا الوضع وقاموا ببيع ربطة الخبز بسعر 400 ألف ليرة، وهو ما يعادل ستة أضعاف ونصف عن سعرها الرسمي.

هذا الاستغلال السافر يتطلب من الدوائر الرسمية، المعنية بمراقبة الأسعار، التشدد في ضبط السوق قبل أن يتفاقم الوضع، حيث يتركز اهتمام التجار على تحقيق الأرباح من الأزمات. خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، نفدت كميات الخبز العربي، في حين كانت أنواع الخبز الأخرى مثل الخبز الفرنسي والكرواسان والمناقيش متوافرة. أدى ذلك إلى خلق سوق موازية تسعى لتحقيق أرباح غير مشروعة، حيث قام بعض أصحاب السوبرماركت في بيروت ببيع ربطة الخبز بسعر 400 ألف ليرة، رغم أن التسعيرة الرسمية تتراوح بين 57 ألف ليرة في الأفران و62 ألف ليرة في نقاط البيع، وفقاً لوزارة الاقتصاد.

من جانبه، أكد المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أن حركة البيع ارتفعت في بعض السوبرماركت على أطراف بيروت بنسبة 40% أول من أمس، لكن الأوضاع عادت إلى طبيعتها في اليوم التالي، مع غياب التهافت على السلع.

ولمنع استغلال حاجة الناس والتلاعب بالأسعار، أوضح أبو حيدر: أن الوزارة تعمل على مراقبة الأسواق، خاصة في المناطق التي شهدت ارتفاعاً في أعداد النازحين، ما أدى إلى زيادة الطلب. وأضاف: أن طالما أن الاستيراد البحري مفتوح، فلن تكون هناك أي مشكلة في توفر السلع الغذائية، مؤكداً أن المخزون الحالي يكفي لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.