بأقلامهم >بأقلامهم
سلامٌ عليكَ يا وطني...
سلامٌ عليكَ يا وطني... ‎الاثنين 27 01 2025 08:24 د. عبد الرحيم جاموس
سلامٌ عليكَ يا وطني...

جنوبيات

سلامٌ عليكَ يا وَطَني...
سلام ٌعليك ِ يا غزةَ العِزةَ و الصمودِ والتصدي ..
يا غزةَ الشاهِدةُ والشَهيدةُ ..
يا جِنينَ الجِراحِ والصُّمودِ، ..
يا نَبضَ القَلبِ المَوجوعِ بأوجاعِ الوَطَنِ..
سلامٌ على تُرابِكَ الذي يُعَطِّرُهُ دَمُ الشُّهداءِ، ..
وعلى سَمائِكَ التي تُغَنِّي للحرِّيَةِ ..
 رَغمَ غُيومِ القَهْرِ والاحتِلالِ..
*
سلامٌ عليكَ، يا قُدسَ الطُّهرِ والنُّورِ،..
يا مَهدَ المَسيحِ ومسرى الحَبيبِ مُحَمَّدٍ..
سلامٌ على حِجارَتِكَ الصّامِدةِ، ..
وأَزِقَّتِكَ التي تَحفَظُ أسرارَ التّاريخِ..
سلامٌ على غَزَّةَ الصّابِرَةِ والجَليلِ الرّاسِخِ ..
 كَشَجَرَةِ زَيتُونٍ شامِخَةٍ..
سلامٌ على نابُلُسَ، عَروسِ الجِبالِ، ..
 وعلى أَريحا، أَقدَمِ مُدُنِ الأَرضِ، ..
 وعلى الخَليلِ، حيثُ الوَفاءُ يَتَجَذَّرُ كَجُذورِ الكُرومِ..
*
سلامٌ على الصّامِدينَ فيكَ، ..
من رَفَحٍ حتّى جِنينَ، ومن الكَرْمِلِ إلى الجَليلِ..
رَغمَ الجَبَروتِ والبَطشِ، ورَغمَ الحِصارِ والجِدارِ..
رَغمَ نيرانِ الحِقدِ التي حاوَلَتْ أن تَأكُلَ رُوحَكَ، ..
 ورَغمَ الخُذلانِ الذي أَوجَعَ قَلبَكَ..
*
سلامٌ عليكَ، يا أَرضَ الحُبِّ والأَمَلِ،..
يا وَطَنًا تَحمِلُهُ القُلوبُ المُتيَّمَةُ،..
 والأَرواحُ الحُرَّةُ التي لا تَعرِفُ الانكِسارَ..
سلامٌ إلى أَشجارِ الزَّعرورِ والزَّيتونِ، ..
إلى التِّينِ واللَّيمونِ،..
 إلى الحَنونِ الذي يُزَيِّنُ سُهولَكَ..
سلامٌ إلى سَنابِلِ القَمحِ وهي تُعانِقُ الرِّياحَ، ..
وإلى شَقائِقِ النُّعمانِ التي تَنبُتُ من دِماءِ الأَبطالِ..
سلامٌ إلى الوَردِ الذي يُشبِهُ كِبرياءَكَ،..
 والأَقحوانِ الذي يُعانِقُ قَوسَ قُزَحٍ في سَمائِكَ..
*
سلامٌ على الغَيمِ المُحَمَّلِ بالخيرِ،..
على كُرَاتِ الثَّلجِ وقَطَراتِ المَطَرِ..
 التي تَرْوي عَطَشَ الأَرضِ..
سلامٌ على نَسائِمِ البَرِّ العَطِرَةِ،..
 ونَسيمِ البَحرِ الذي يَحمِلُ حِكاياتِ الصُّمودِ..
سلامٌ على طُيورِكَ التي أَنهَكَها السَّفَرُ،..
 ولكِنَّها تَعودُ دائمًا إليكَ،..
 رَغمَ تَعَبِ الأَجنِحَةِ..
*
سلامٌ عليكَ يا وَطَني،..
من قُلوبٍ مُعَذَّبَةٍ بحُبِّكَ، ..
قُلوبٍ لا تَعرِفُ الشِّفاءَ من عِشقِكَ، ..
ولا تَسأمُ الحَنينَ إلى حَضنِكَ..
أَنتَ البِدايةُ والنِّهايةُ، ..
انت الحُلُمُ والأَمَلُ،..
انت  المَرفَأُ الذي يَفتَحُ ذِراعَيهِ ..
 لِكُلِّ عاشِقٍ حُرٍّ..
*
سلامٌ عليكَ يا وَطَني...
سلامٌ لا يَنقَطِعُ، ..
حتّى تَشرُقَ شَمسُ الحُرِّيَةِ فوقَ جِبالِكَ وسُهولِكَ..
سلامٌ لكَ من كُلِّ الأَحرارِ الذينَ يَهتِفونَ بِاسمِكَ،.. ويُؤمِنونَ بأنَّكَ أَكبَرُ من كُلِّ الجِراحِ، ..
وأَبقى من كُلِّ الطُّغاةِ.

المصدر : جنوبيات