عاشَ .. عاشَ ..
شعبُ الجبّارين، شعبُ فلسطينَ العظيم..!
من جُرحِ كلِّ جريحٍ تنمو وردة،..
ومن دمِ الشهداءِ يورقُ القمحُ والعناب ..
النَّدى يقبِّلُ الجبينَ المُضيءَ في الغياب،..
كأنَّ الشهادةَ وِسامٌ مُعلَّقٌ بينَ الأرضِ والسَّماء..!
***
النَّرجسُ، الزَّنبقُ، شقائقُ النُّعمان،..
تُزهرُ على أكتافِ العاصفة ..
تُرتِّلُ أسماءَ الشُّهداء،..
تُهدهدُ مهدَ الصِّغار،..
وتزُفُّ بُشرى الرَّبيعِ في شتاءِ الحِصار..!
***
أرضُنا ليست بعاقر،..
تُنجبُ من الحجارةِ صُلبانَ نار،..
ومن الرُّكامِ صهيلَ الخيول ..
تلدُ أطفالَها ليوثًا وصُقورًا،..
نجومًا تهوي على الظُّلْمِ كالإعصار..!
***
صامدونَ كالصَّخر، ثائرونَ كالعاصفة،..
نؤمنُ أنَّ الوعدَ لا يُخيِّبُ أهله،..
وأنَّ المجدَ يُكتبُ بالنّداءِ والدمِّ ..!
عاشَ الشعبُ الثائرُ .. عاشَ .. عاشَ ..!
***
يَمضي موحَّدًا كالسَّيلِ العارم،..
يُسطِّرُ على جُدرانِ الزَّمنِ وصيَّته الأخيرة:
"الشهادةُ طريقُ النَّصرِ المبين ..!"
***
مُكبِّرًا ..
اللهُ أكبرُ فوقَ كلِّ مُعتد،..
اللهُ أكبرُ فوقَ ظُلمِ الحديدِ والنَّار ..
مُكبِّرًا ..
والدَّمُ يُزهرُ في الزَّهر،..
والجرحُ يُضيءُ القُرى والمدائن ..
***
لن يضيعَ الدَّمُ معَ الرِّيح،..
لن يُمحى كالرَّملِ في المَدِّ والجَزر،..
فكلَّما ارتقى شهيد،..
وُلِدَ ألفُ فِدائيٍّ من نَسغِ جُرحِه،..
فارسٌ، رَمزٌ، أيقونةٌ للأبَد ..!
***
تلكَ هيَ ثورةُ المستحيل،..
ثورةُ لا تنحني للريح،..
ثورةُ لا تعرفُ السُّقوطَ ولا التَّقهقُر،..
ثورةُ الفتحِ الّتي اشتعلتْ في الخَمسةِ وستين،..
لن تخمد، لن تلين ..
ثورةٌ شُعلةٌ متوهِّجةٌ،..
تتوارثُها الأجيالُ جيلاً بعدَ جيل،..
حتى يُولدَ الفَجرُ من رحمِ اليقين ..!
***
نصرٌ مؤزَّرٌ،..
يقتلعُ الاحتلالَ، يَكنُسُ الاستيطان،..
يُشيِّدُ فضاءَ الحريَّةِ على أضرحةِ الجُدران ..
يعودُ شهيدًا، أو يرحلُ أسيرًا، أو يحيا جَريحًا ..!
***
سيُكبِرُ العالمُ فيكَ يومَ الانتصار،..
سيُكبِرُ فيكَ المجدَ المقاوِم،..
سيُكبِرُ فيكَ شمسَ فلسطين ..!
عاشَ الشعبُ الثائرُ .. 
عاشَ الشعبُ الجبّارُ ..
 عاشْ .. عاشْ..!