بأقلامهم >بأقلامهم
نابلسُ.. عروسُ الجبالِ وسيدةُ الثورةِ..!



جنوبيات
ما أبهى طلّتَكِ يا نابلسُ، ما أروعَكِ يا سيدتي الثائرةُ! طيفُكِ يسكنُني، يطوفُ بي بينَ دروبِ العزِّ والمجدِ، لا يُبارحُ ناظري، لا يرحلُ عن روحي. أيتها المدينةُ الموشّحةُ بالمجدِ، أيتها السيدةُ الجليلةُ، المتمردةُ على السكونِ، في زمنٍ يأبى إلا أنْ يمضيَ إلى أقدارِ النصرِ المحتومِ.
***
صخرةُ التاريخِ وساريةُ المجدِ...
قدماكِ مغروستانِ في صلبِ التاريخِ، راسختانِ رسوخَ جبالِ عيبالَ وجرزيمَ، شامختانِ كشموخِ الحكايا، وكبرياءِ الشهداءِ. أراكِ في كلِّ الأزمانِ والعصورِ، رمزًا للبعثِ من جديدٍ، للعطاءِ الذي لا ينضبُ، للنورِ المتوهجِ في سوادِ الليلِ القاتمِ.
***
روحُ الفولاذِ وسرُّ العطاءِ..
أنتِ صلبةٌ كالصخرِ، بل كالفولاذِ، بل أقسى وأصلب، عيناكِ تبرقانِ كوهجِ الفجرِ فوقَ ساحةِ النزالِ، يشعُّ منهما ألقُ الحلمِ، ووميضُ النصرِ القادمِ، وهمسُ الشهداءِ في مواكبِ العروجِ الأزليِّ.
***
شمسُ الحُريةِ وقمرُ الأملِ..
أنتِ شمسُ صباحاتِنا، وضوءُ قمرِنا، أنتِ الفجرُ حينَ ينبثقُ، والوعدُ حينَ يصدحُ، أنتِ الساريةُ التي لا تنكسرُ، والرايةُ التي لا تُسقطُ.
***
زيتونةُ البقاءِ وسيدةُ المواسمِ..
تزدَهينَ بحُللكِ البهيةِ، كسيدةٍ تزينُها السنونُ، تتوشحينَ بزيتونِكِ الأزليِّ، فلا تجفُّ أغصانُكِ، ولا يذبلُ حضورُكِ، فأنتِ جذرٌ متأصلٌ، وثمرٌ يتجددُ، يطرحُ الخيرَ، يفيضُ بالبركةِ، ويعطّرُ الأفقَ برائحةِ الشهداءِ.
***
عينانِ تتحديانِ الحزنَ وألفُ سؤالٍ بلا جوابٍ ..
في عينيكِ يسكنُ حزنٌ مقيمٌ، لكنَّهُ حزنُ الكبرياءِ، لا انكسارَ فيه، يملؤهما ألفُ سؤالٍ وسؤالٍ، لا يجرؤُ الغزاةُ على همسِ جوابٍ لهم.
***
مسيرةُ النضالِ والوعدُ الخالدُ ..
نعم سيدتي، هل لكِ أن تواصلي المسيرَ؟ سيرًا على دربِ الصبرِ والجهادِ، على خُطى الآباءِ والأجدادِ؟ الجوابُ قد كُتبَ بالدماءِ، ورُسمَ بالنارِ، نعم، تثبتينَ في كلِّ فجرٍ، أنكِ أهلٌ لحملِ الرايةِ، ومواصلةِ المسيرةِ، مسيرةُ الأجدادِ الذينَ أشعلوا الأرضَ جحيمًا تحتَ أقدامِ الغزاةِ.
***
رمزُ الثورةِ وسيدةُ التحدي..
أنتِ، يا نبضَ الثورةِ، ويا سيدةَ العطاءِ والبناءِ، أنتِ عنوانُ الإصرارِ، ورمزُ البقاءِ، حارسةُ أبوابِ الحريةِ، راعيةُ فرحِ الشهداءِ، أنتِ التي تُزهرينَ رغمَ القيودِ، تثمرينَ رغمَ الصعابِ، تنتصرينَ دائمًا للحياةِ، للحبِّ، للفرحِ.
ما أروعَكِ يا نابلسُ، يا جميلةً، يا ثائرةً، يا متمردةً على السقوطِ، يا زيتونةً لا تموتُ، يا رايةً تلوّحُ في الأفق، تلوحُ بالنصرِ المَوعود .
بقلم د.عبدالرحيم جاموس
22/2/2025 م
http://Pcommety@hotmail.com