خاص جنوبيات >بأقلامهم
خاص "جنوبيات" - "التكاتك" تغزو المشهد البقاعي: "توفير أم طريق إلى الموت"؟!
خاص "جنوبيات" - "التكاتك" تغزو المشهد البقاعي: "توفير أم طريق إلى الموت"؟! ‎الأربعاء 27 03 2024 18:58 زياد العسل
خاص "جنوبيات" - "التكاتك" تغزو المشهد البقاعي: "توفير أم طريق إلى الموت"؟!

جنوبيات

"استأجرتو من كم يوم، وعم نسترزق علاي، بين ما كانت هالإيام اتحسنت"، بهذه العبارة يروي "أبو هيثم" تفاصيل المهنة الجديدة التي امتهنها منذ بدء الأزمة، إذ يؤكد أنّه بعد 30 عاماً من العمل في حرفة "الحدادة الإفرنجية"، أصبح العمل على "التوكتوك" أفضل في الوقت الحالي، ريثما تعود البلاد إلى سابق عهدها، فهو يستأجر آليته بما يقارب 4 دولارات يومياً، مع تكفّله الكامل بالوقود للتعبئة، ويتقاسم مع صاحب التوكتوك ثمن أي عطل قد يُصيب الآلية، وبهذه الشروط المُتّفق عليها ينطلق إبن الـ55 عاماً إلى عمله ليعيش تجربة جديدة مع الركاب، حيث إنّ قسماً كبيراً من أهل البقاع أصبحوا من الزبائن اليوميين.
ويروي أحد الزبائن من بلدة المرج البقاعية، أنّه يذهب يومياً مع أبو محمد إلى عمله، حيث يوفر ثمن النقل بسيارته، وثانياً ليبدأ النشاط الصباحي مع نكات أبو محمد عن البلاد والعباد والسياسيين الذين لا يوفر منهم أحداً من النشرة الصباحية التي يستهلها يومياً مع كل تعبئة للوقود.
بدأ ظهور "التوكتوك" في البلاد العربية مع الألفية الثانية، فهذه وسيلة أصبحت من يوميات اللبنانيين، وهو تطوّر تاريخي لمركبة الريكاشة اليابانية القديمة، التي كانت تجري على عجلتين، وهذه الكلمة بالتايلاندية مستمدة من صوت هذه الآلية أثناء سيرها، وقد أضحى وسيلة نقل مركزية لكثير من عائلات البقاع على امتداد المحافظة، وخاصة في البقاع الأوسط، وهو يوفر الكثير من مجالات العمل، فقد باع كثر سياراتهم واشتروا "التكاتك" للاستمرار دون الحاجة المُرّة المتفاقمة، وهي تُسجّل كدراجة نارية، ولا تصنيف رسمياً لهذه المركبات، حيث إنّ القلق يعتري السائقين عند مشاهدة كل حاجز للدرك.
رغم الحوادث التي أودت بحياة كُثُرٍ من البقاعيين، إلا أن العمل على "التوكتوك" والسير على طرقات الموت المُعبّدة بـ"الحُفر" والمخاطر، يبقى أفضل بكثير عند ممتهني هذه الوظيفة من طلب المعونة أو الذهاب إلى أمور لا تُحمد عُقباها، بعدما اضطرتهم دولتهم إلى التفكير بأعمال لم تخطر لهم على بال، وحتى تحسّن الأوضاع وعودة الاقتصاد إلى التعافي، يبقى "التوكتوك" سيد المشهد البقاعي.

المصدر : جنوبيات