عام >عام
هل تحصل "مفاجأة" غير متوقعة في تحالفات دائرة صيدا–جزين الانتخابية؟
هل تحصل "مفاجأة" غير متوقعة في تحالفات دائرة صيدا–جزين الانتخابية؟ ‎الأربعاء 21 02 2018 10:10
هل تحصل "مفاجأة" غير متوقعة في تحالفات دائرة صيدا–جزين الانتخابية؟


مع بدء العد العكسي لموعد اجراء الاستحاق الانتخابي النيابي في السادس من أيار المقبل، بدأت حرارة التنافس ترتفع تدريجيا، ومعها بدأ مرشحو "دائرة صيدا-جزين" الانتخابية يستعدون لاطلاق ماكيناتهم الانتخابية وحسم خياراتهم التحالفيّة رغم الصعوبة في بعضها، وفيما المشهد يتجه نحو تشكيل اربعة لوائح متنافسة، الا ان أوساط سياسية لم تسقط من حساباتها اعطاء فرصة لخيار "تسوية" ولو حظوظها قليلة، تضمن فوزا لخمسة مرشحين مدعومين من الكتل النيابية المؤثرة في المعادلة السياسية اللبنانية على الرغم من كل الصعوبات وتداخل التحالفات.

ابو زيد-سعد

حدثان بارزان ميزا، المشهد الانتخابي في صيدا-جزين في الايام الماضية، الاول الزيارة التي قام بها ممثل "​التيار الوطني الحر​" النائب ​أمل أبو زيد​ الى الأمين العام لـ"​التنظيم الشعبي الناصري​" الدكتور ​اسامة سعد​ في صيدا وبقيت بعيدا عن الانظار والاعلام معا، خلافا لما تجري العادة، وحمل فيها اقتراحا لـ"تسوية انتخابية" وتشكيل "لائحة" لم يفصح عن تفاصيلها بعد، لكن يمكن قراءتها بإتجاهين: الاول لجهة الانضمام الى تحالف يجمعه والنائب ​بهية الحريري​، أو الى "التيار الوطني الحر" في حال فشل التحالف مع تيار "المستقبل"، ومهما كان الطرح، فإن أوساط سعد التي تكتمت على الموضوع، لم تعط جوابا واضحا واكتفت بالقول انه "اتفق على استمرار التواصل والبحث"، علما ان الاجواء تميل نحو المحافظة على تحالفه مع ​ابراهيم عازار​ المدعوم من حركة "أمل" و"​حزب الله​".

البزري-حمود

الثاني، اللقاء المطول الذي عقد بين الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ ونائب رئيس المكتب السياسي لـ"​الجماعة الاسلامية​" في لبنان الدكتور ​بسام حمود​، في دارة البزري، إكتسب أهمية خاصة كونه جاء في ظل مساعٍ للقوى السياسيّة والمرشحين حسم خيارات تحالفاتهم الانتخابية، طارحا تساؤلات كبيرة عن امكانية التحالف بين الطرفين وصولا الى عقد تحالفات مع اطراف أخرى في جزين، واتفق على مواصلة اللقاءات.

واوضحت مصادر صيداوية، لـ"النشرة"، ان قرار ترشح البزري عن أحد المقعدين السنيين في صيدا، اعاد خلط الاوراق الانتخابية نظرا لما يتمتع به من إرث سياسي وعائلي وشعبي فيما تعتبر حظوظ فوزه مرتفعة نظرا لما يتمتع به من علاقات مع مختلف القوى السياسية والشخصيات الوازنة، والاهم مع هيئات ​المجتمع المدني​ والاهلي وجيل الشباب الذين يسعون الى التغيير.

واشارت المصادر، على الرغم انه من المبكر حسم أي خيار بالتحالف، ولكنه في حال نجاح هذا التوافق، فإن لائحة البزري-حمود ستشكل منافساً قوياً في وجه بهية الحريري واسامة سعد، علما ان البزري ما زال يستكمل مروحة اتصالاته ولقاءاته في جزين لحسم خيارته التحالفية، وقد بدأ بزيارة بعض القرى والتواصل مع شخصياتها الوازنة ووجهائها وفاعلياتها البلدية والاختيارية والشعبية ومفاتيحها الانتخابية من أجل وضعهم في عناوين برنامجه الانتخابي الذي يقوم على ركيزتي المجتمع المدني واهمية دوره في الحياة اللبنانية العامة والشباب ودورهم في التغيير الايجابي بعد سنوات من الاهمال والتهميش.

تساؤلات مشروعة

مقابل تقارب "البزري" و"الجماعة"، فإن التساؤل الذي يدور في أروقة مدينة صيدا، هل سينفرط عقد التحالف بين تيار "المستقبل" و"الجماعة الاسلامية" بعدما فرضت طبيعة الدائرة الانتخابية في صيدا جزين واقعا جديدا؟ وبعدما خاض الطرفان كل ​الانتخابات النيابية​ والبلدية في تحالف واحد؟.

وهل سينعكس إفتراق "الجماعة" و"المستقبل" على "العمل البلدي" المتجانس برئاسة رئيس البلدية ​محمد السعودي​، أم انه سيبقى موقتا لدواعٍ إنتخابية فقط، علما ان "الجماعة" بدأت تميز مواقفها بشأن جملة من القضايا ابرزها وأولها، فيما يتعلق بمشكلة الروائح الكريهة المنتشرة في المدينة، وصولا الى المطالبة بوقف السماح بإستقدام النفايات من العاصمة بيروت والتي تفوق كمية النفايات في منطقة صيدا برمتها.

وأكدت مصادر سياسية لـ"النشرة"، ان قرار "الجماعة" ترشيح نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور بسام حمود عن أحد المقعدين السنيين في دائرة صيدا–جزين، اتخذ لاعتبارات كثيرة، منها عدم موافقة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ على ضم مرشح "الجماعة" في بيروت ​عماد الحوت​ على أي من لوائحه الانتخابية لاعتبارات تتعلق بالبعد الاقليمي لجهة مصر وحرصه في عدم الاستياء منه في ظل قناعتها بان "الجماعة الاسلامية" جزء من حركة "الاخوان المسلمين"، فيما يبدو أن خياراتها في نسج تحالفاتها، على المستوى الصيداوي والجزيني غير مغلق مع الحرص على عدم اقفال اللائحة، والاخذ بعين الاعتبار الصوت التفضيلي.

اوضح الدكتور حمود أنه سيخوض هذه الانتخابات تحت عناوين واضحة تهدف الى محاربة الفساد والمفسدين وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفض الظلم وتنشيط الحركة الاقتصادية والحرص على المشاريع البيئية" اي اعطائها عناوين انمائية اجتماعية اقتصادية وليست سياسية بالمطلق، قبل ان يضيف ان "الجماعة في صيدا مكون أساسي من مكونات المدينة.

المستقبل-الحر

أما تحالف تيار "المستقبل" مع "التيار الوطني الحر"، فهو يشهد مراوحة اذا لم نقل صعوبة في اعلان ولادته ذلك ان التيار لم يحسم خياره بعد في ترشيح من يريد مع كثرتهم، ما يفاقم التنافس، فاذا كان الامر محسوما لترشح النائب بهية الحريري عن احد المقعدين السنيين في صيدا، فانه لم يحسم بعد المرشحين في جزين بين النائبين أمل ابو زيد، زياد الاسود، ​جاد صوايا​، الدكتور ​سليم خوري​، أو غيرهم.

وتؤكد مصادر صيداوية، ان هذا التحالف هو إمتداد لتحالف رئيسي بين قيادة الطرفين لذلك هو معرض لصعوبات في المنطقة نظرا لطبيعتها والقوى الموجودة فيها، لذلك لم يلحظ اي تقارب توحي بقرب حسم التحالف بين التيارين "الازرق" و"البرتقالي".

وبعيدا عن تفاصيل التحالف، فان النائب بهية الحريري اطلقت العجلة الانتخابية وبدأت منذ مدة بعقد اللقاءات في دارتها وفي الأحياء الصيداوية، فيما يواصل أمين عام "​تيار المستقبل​" ​أحمد الحريري​ جولاته ولقاءاته مع الماكينة الانتخابية ومع العائلات الصيداوية لاستمزاج راي المؤيدين حول التحالفات.

خلاصة وتكهنات

خلاصة القول، الاعتقاد السائد، ان "التسوية" او "التحالف الثنائي" لم ينضج بعد لان فيه الكثير من الصعوبات والعقبات وحتى التناقضات التي تحول دون الولادة حتى الان على الاقل، وقد تحول مع أحاديث أبناء مدينة صيدا الى "بازار" انتخابي بإمتياز، دفع بكل واحد منهم لتفصيل لائحة وفق رؤيته وتطلعاته وآماله، الى ان وصل ببعضهم الخلط بين التحالفات، البعض سرّب عن محاولة لتشكيل لائحة ثلاثية الابعاد السياسية بين "التنظيم الشعبي الناصري" وابراهيم عازار و"​القوات اللبنانية​"، سارعت اوساط التنظيم الى نفيها جملة وتفصيلا، والبعض الآخر عن تعثّر التحالف بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" مع اصرار "التيار الازرق" على ترشيح مسيحي في جزين، سارعت اوساطه الى التأكيد انه حتى الان لم يحسم أي خيار وهو يستقبل كل المرشحين في اطار الاستماع الى برنامجهم الانتخابي، فيما ذهب البعض الثالث الى الحديث عن تحالف قريب بين البزري وحمود، ناهيك عن التسوية التي طرحت على سعد ويمكن ان تبني معادلة جديدة، هي مستبعدة وفق المتابعة.

المصدر : خاص النشرة